Skip to main content

العدوان على غزة.. كيف ستنعكس زيارة نتنياهو إلى واشنطن على الميدان؟

السبت 27 يوليو 2024
يرجع نتنياهو ما وصفه بإشارات التقدم في المحادثات لوقف إطلاق النار إلى الضغط العسكري - رويترز

انعكست أصداء خطاب بنيامين نتنياهو في الكونغرس في الشارع الأميركي الرافض للحرب على قطاع غزة، على شكل احتجاجات في الأماكن التي يظهر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

من جهته، أكد البيت الأبيض بعد لقاء الرئيس جو بايدن ونتنياهو على ضرورة الانتهاء من اتفاق التهدئة في أقرب وقت، وسد ما وصفه البيان بالفجوات المتبقية، ليقول نتنياهو منذ قليل إن الوقت كفيل بأن يكشف ما إذا كان الاتفاق قريبًا.

وبنبرة أعلى استخدمتها المرشحة الرئاسية، تعهدت كامالا هاريس بكلمات مقتضبة بأنها لن تغض الطرف عن المأساة المستمرة في غزة.

وكان لقاء نتنياهو بهاريس استمر 40 دقيقة، وما رشح عنه أثار المنصات الإسرائيلية التي نقلت عن مسؤول رفيع امتعاض تل أبيب من تصريحات نائبة الرئيس المفاجئة، في تصريحات قالت إسرائيل إنها تخشى أن تسبب ضررًا لمفاوضات الصفقة ووقف إطلاق النار.

وأمام هذا التقى نتنياهو مع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب، في الوقت الذي يشهد فيه الشارع الأميركي مظاهرات احتجاجية ضد الحرب على غزة.

ويرجع نتنياهو ما وصفه بإشارات التقدم في المحادثات لوقف إطلاق النار إلى الضغط العسكري، فيما يقول ترمب إنه يتعين إطلاق سراح الرهائن فورًا.

علاقة نتنياهو مع ترمب

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في مركز "مدى الكرمل" إمطانس شحادة، أن نتنياهو يعتبر أن الأجواء ودية مع ترمب، مشيرًا إلى أن كل أجواء الحزب الجمهوري ودية وإيجابية وداعمة له، وقد ظهر ذلك جليًا في التصفيق "الغبي" لحرب الإبادة على غزة خلال خطابه في الكونغرس.

وفي حديث لـ"التلفزيون العربي" من حيفا، أضاف شحادة أن نتنياهو يعلم أنه سيتلقى الدعم من ترمب في السياسة، على الرغم من إعلان هذا الأخير أنه يجب إيقاف الحرب، لافتًا إلى وجود العديد من الأمور المشتركة بين الطرفين.

وأردف أن نتنياهو يعتقد أن بإمكانه التأثير على ترمب وإقناعه بتغيير موقفه، بينما يعرف في قرارة نفسه أنه لا يستطيع التأثير بشكل قوي على هاريس أو على بايدن.

التقى نتنياهو مع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب في فلوريدا - غيتي/ أرشيف

وبشأن تصريحات هاريس، أوضح شحادة أن انزعاج نتنياهو والمقربين منه جاء لأن موقف هاريس كان في الجلسة المغلقة مع نتنياهو، ولأن هاريس في منصب نائبة الرئيس ومرشحة للرئاسة، ولأن تل أبيب ستنتقد كل من لا يتبنى الرواية الإسرائيلية.

ورأى أن المواقف الإسرائيلية التي هاجمت هاريس وقالت إن موقفها قد يؤدي إلى عرقلة المفاوضات؛ تهدف إلى إنتاج مشكلة بين هاريس وبايدن.

"نتنياهو يقول إنه يتلاعب بالسياسة الأميركية"

من جهته، رأى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري أن نتنياهو يعتقد بأنه أذكى من الجميع.

وذكر في حديث إلى التلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمّان، بقول نتنياهو في أحد لقاءاته الخاصة إنه الوحيد في إسرائيل الذي يمكنه التلاعب بالسياسة والرؤساء الأميركيين، على اعتبار أنه كان سفيرًا في واشنطن، ويتقن اللغة الإنكليزية ويفهم الثقافة الأميركية، وله علاقات وثيقة مع المنظمات اليهودية وغيرها الداعمة للمشروع الإسرائيلي التوسعي على حساب الفلسطينيين.

وأضاف أن نتنياهو يسعى لرأب الصدع مع ترمب، بعد أن عبّر هذا الأخير في غير مناسبة عن غضبه من نتنياهو.

وقال: "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن ترمب ليس معزولًا عن سياق السياسة الأميركية الداخلية والتأييد الكبير جدًا بين أعضاء الحزب الجمهوري لنتنياهو وتوجهاته اليمينية".

وفيما أشار إلى أن ترمب يريد وقف الحرب، بينما يريد نتنياهو الاستمرار بها، أوضح البراري أن الرئيس الأميركي السابق لم يقل كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب وعلى حساب من.

وأشار إلى أن ترمب يعبّر عن رغبة في إنهاء هذا الملف، على اعتبار أنه سيأتي ويستثمر ويستكمل اتفاقات أبراهام، بمعنى أنه يتخطى الجانب الفلسطيني.

وأشار البراري إلى أن هاريس ترى بشكل واضح أن موقف الإدارة الأميركية بقيادة بايدن أغضب الأصوات اليسارية وأصوات العرب والمسلمين بسبب الحرب على غزة، وبالتالي يمكن لهذه الفئة أن تؤثر على النتائج، وهي تريد أن تبيّن للناخب الأميركي أنها مختلفة عن بايدن.

"ترمب لا يكترث للفلسطينيين"

من ناحيته، أكد المستشـار السياسي في الحزب الديمقراطي الأميركي كريس لابيتينا بدوره، أن ترمب لا يكترث للفلسطينيين، بل هو يهتم فقط بما يريده اليمين المتطرف في إسرائيل.

وأضاف في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، أن الجميع يرى أن نتنياهو لا يريد إيقاف هذه الحرب، بل يريد الاستمرار بها لأن هذا يحافظ على سلطته السياسية.

وأردف أن لدى إسرائيل دعما كبيرا من الديمقراطيين والجمهوريين، مشيرًا إلى أن نتنياهو يحصل بشكل أساسي على دعم من الأشخاص من الناحية المحافظة في السياسة الأميركية.

وأضاف أن ما يقدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي لترمب هو الدعم من هذه الجهات المحافظة، الذين سوف يصوتون للرئيس الأميركي السابق على الأرجح.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة