العدوان على غزة.. كيف نقل مراسلو "العربي" الواقع على مدار الساعة؟
أدى مراسلو "العربي" في كافة المناطق الفلسطينية خلال أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، مهامهم الصحافية في ظروف غاية في الدقة والخطورة.
وعمل المراسلون تحت ضغط كبير، من حيث الوقت ومتابعة التفاصيل لحظة بلحظة، إضافة لناحية السلامة من الأخطار المحتملة والمحيطة بهم.
ومع انتهاء أيام العدوان الثلاثة التي انتهت بهدنة بدأت من مساء الأحد، التقط مراسلونا أنفاسهم ليتحدثوا عن الظروف التي عملوا تحتها.
وروى مراسل "العربي" من غزة باسل خلف، تفاصيل عمله، حيث كان في قلب الحدث وعمل في ظروف تعد الأصعب والأخطر على الإطلاق، ليس فقط لأنه كان يعاني من الوضع الميداني والإنساني المؤلم وينقله، ولكن أيضًا لأنه قد يتحول إلى هدف في أي لحظة.
وقال خلف: عملنا في منطقة ساخنة وكثيرة الأحداث ومتحركة. وعصر يوم الجمعة كان لدينا تنبؤ بإمكانية حدوث ضربة إسرائيلية لغزة. وفور سماع الانفجار، تحركنا سريعًا باتجاه واحدة من النوافذ المطلة التي من الممكن الاحتماء بها".
البقاء في خطر دائم
من جهته، أوضح مراسل "العربي" في عسقلان أحمد جرادات أنه للعام الثاني على التوالي، تواجد في منطقة حدود غزة ليغطي حربًا على القطاع.
وأضاف: "في هذا العام تم منعي من الوصول إلى مناطق قريبة من قطاع غزة، ولذلك بحثت مع الفريق عن أمكنة آمنة لكن قادرة على منحنا التقاط صورة ناقلة للواقع، ولا سيما أن إطلاق الصواريخ كان مركزًا على هذه المنطقة".
إضافة إلى ذلك، أشار إلى أن الخطر كان يأتي من صواريخ القبة الحديدية التي كانت تتساقط شظاياها بعد كل انفجار وتصد للصواريخ التي كانت تطلق من قطاع غزة.
بدوره، أوضح مراسل "العربي" في القدس أحمد دراوشة أن أكثر شيء لفته خلال هذا العدوان كان في تل أبيب، حيث كانت الحياة طبيعية والناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي لأنهم بعيدون عن الخطر ولم تصلهم رشقات الصواريخ إلا بشكل قليل للغاية.
في المقابل، أشار إلى أنه "على بعد سبعين كيلو مترًا يعيش أهل غزة تحت قصف الطائرات الإسرائيلية وهو ما يجسد مفهوم "الأبارتهايد"، حيث شعب يعاني ويقيم تحت القتل، وآخرون لا يبعدون عنه مسافة طويلة، يجلسون في المقاهي والحانات والشواطئ".
ولفت الدراوشة إلى أنه غطى لفترة زمنية الحرب في أوكرانيا، لكن في تل أبيب كان الوضع مختلفًا حيث حالة اللامبالاة هي الغالبة على سلوك الناس، بل إنهم كانوا يقومون بالتشجيع على القتل.