العدوان على لبنان.. شهداء في صور وغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت
شن الطيران الحربي الإسرائيلي، منذ مساء أمس وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم السبت، سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، والتي نالت النصيب الأكبر من القصف بين المناطق الحضرية في لبنان، منذ بداية توسع العدوان في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
وقدرت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام عدد الغارات التي شنها طيران الاحتلال على الضاحية بـ14 غارة، بينها 5 غارات على منطقة برج البراجنة، و5 غارات على منطقة حارة حريك، وغارتين على منطقة الحدث قرب الجامعة اللبنانية، وغارة بمحيط الجامعة اللبنانية، وأخرى على منطقة الجاموس.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر إنذارًا للسكان في الضاحية بالإخلاء، في ظل استمرار المواجهة المفتوحة بينه وحزب الله منذ أكثر من شهر.
وقبل بدء تنفيذ الغارات، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس بيان إخلاء عاجل للسكان، مشيرًا إلى المناطق الثلاث.
وأرفق المنشور بخريطة تضمّنت المواقع التي سيستهدفها الجيش.
ووفقًا للوكالة الوطنية للإعلام، فقد استهدفت غارة حي الأميركان-الجاموس الذي لم يشمله إنذار الجيش الإسرائيلي.
وأضافت الوكالة أنّ أصداء إحدى الغارات وصلت إلى بيروت، مشيرة إلى أن دخانًا أسود كثيفًا غطّى سماء المنطقة. كما أوضحت أنّ الغارات ترافقت مع "تحليق مكثّف للطيران المسيّر على علو منخفص".
والأربعاء، تعرّضت الضاحية الجنوبية لبيروت لغارات طالت إحداها منطقة متاخمة لمطار بيروت، المرفق الجوي الوحيد في البلاد. وأوضح مسؤول لفرانس برس أنّ "أضرارًا طفيفة" طالت مباني تابعة للمطار "ولكن ليس المبنى الرئيسي" حيث قاعة المغادرة والوصول.
شهداء في الجنوب
وخلال ذلك، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة الريحان، ضمن منطقة جزين الواقعة في جنوبي البلاد، فيما نفذت الطائرات الحربية والمسيّرة التابعة لجيش الاحتلال غارات عنيفة على دفعتين باتجاه مدينة صور، ما أسفر عن سقوط 6 شهداء و38 جريحًا، فيما عمليات رفع الأنقاض مستمرة والحصيلة غير نهائية، على ما أفادت الوكالة نفسها.
ومنذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي بدء التوغل البري في لبنان مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنذر أكثر من مرة سكان مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت بضرورة إخلائها تمهيدًا لاستهدافها، بدعوى وجود مستودعات أسلحة لـ"حزب الله".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالًا عن 3 آلاف و117 شهيدًا و13 ألفًا و888 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق أحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الجمعة.