أعاد تصاعد وتيرة الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل إلى أذهان اللبنانيين معاناة النزوح في حرب تموز (يوليو) 2006، التي استمرّت 34 يومًا، وأدّت حينها إلى نزوح نحو 600 ألف شخص، وسط تقديرات بنزوح أكثر من نصف مليون لبناني من مناطق الجنوب.
وقالت إحدى النازحات، واسمها فريال محسن، إنّها نزحت جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق الجنوب اللبناني، إلى الملجأ ذاته بعد 18 عامًا من نزوحها في حرب يوليو/ تموز 2006.
وأوضحت النازحة من جنوب لبنان ريما شاهين أنّ إسرائيل لم تترك مكانًا إلا واستهدفته، من مدنيين ومنازل، ودفنت أسرًا بأكملها تحت الردم.
وكشف وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بو حبيب أنّ أعداد النازحين قد تصل إلى نصف مليون نازح، بعد تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، في حين تُشير أرقام مرصد تتبّع النزوح إلى نزوح أكثر من 111 ألف شخص منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسُجّلت بلاغات عن نزوح ما لا يقلّ عن 90 ألف شخص، منذ التصعيد الإسرائيلي الأخير، بما في ذلك نحو 40 ألف شخص لجأوا إلى 283 مركزًا داخل لبنان.
وأضافت شاهين أنّ الوضع مزر جدًا، والحرب صعبة جدًا.
وتُحذّر منظمات من تدهور أوضاع النازحين بعد الإبلاغ عن عمليات نزوح من 193 منطقة في أكثر من 25 قضاء، وتوقّف التعليم في جميع أنحاء البلاد، بعد فتح المدارس لإيواء النازحين من مناطق الجنوب.
وقالت النائبة في مجلس النواب اللبناني بهية الحريري في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "الشعب اللبناني في خطر شديد، بعد تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية واستهداف الكثير من المباني السكنية في معظم المناطق اللبنانية، وتضرّر القطاعات الاقتصادية وتهديد السكينة المجتمعية، وخصوصًا بعد أن طلبت الكثير من الدول من رعاياها مغادرة البلاد".