واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثامن على التوالي، غاراته الجوية على قطاع غزة المُحاصر، فيما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية ضرباتها الصاروخية على مدن إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 212 فلسطينيًا بينهم 61 طفلًا، و35 سيدة، و15 من كبار السن، فضلًا عن إصابة 1400 آخرين.
وعاود جيش الاحتلال استهداف المجمعات السكنية والبيوت الآمنة، ومباني المؤسسات الإغاثية، واغتيال قادة من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية استشهد فلسطيني وأُصيب 54 آخرون بجروح متفاوتة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص الحي والمعدني والغاز المسيل للدموع.
وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مجمع أنصار الحكومي، ودمّرت مبنى وزارة الأوقاف، وارتكبت مجزرة في حي الوحدة وحي الشجاعية، وقصفت مبنى الهلال الأحمر القطري، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين وجرح عشرة أشخاص، واغتالت حسام أبو هربيد، قائد "سرايا القدس"- الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي".
وأفاد مراسل "العربي" بأن جيش الاحتلال أبلغ منظمات أممية نيته استهداف مدارس في غزة.
في المقابل، قصفت الفصائل الفلسطينية مدن سديروت ونتيفوت وشعار هنيغف، وبئر السبع وعسقلان، و قاعدة حتسريم الجوية وموقع "كيسوفيم"، وحشود جنود الاحتلال وآلياته في موقعي ناحل عوز وناحل فجة العسكريين شرق غزة.
كما أعلنت "كتائب القسام"- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- استهداف بارجة إسرائيلية في عرض البحر قبالة شواطئ غزة برشقة صواريخ.
وأعلنت شرطة الاحتلال إصابة 8 مستوطنين بجروح طفيفة، في سقوط صواريخ على مدينة أسدود.
إصابة 8 مستوطنين إسرائيليين جراء سقوط صاروخ على مدينة #أسدود المحتلة مخلفا دمارا هائلا في المنطقة،ابوعبيدة دك الابراج فوق رؤسهم.... pic.twitter.com/fDaDwaaFYB
— YASIR_MOSTAFA (@YASIR_M1991) May 17, 2021
وترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعًا جديدًا مع كبار القادة الأمنيين بحضور رئيس هيئة الأركان ورئيس الشاباك ورئيس الموساد، حيث أكد استمرار العمليات العسكرية في غزة.
في المقابل، حذّرت "كتائب القسام" من استمرار قصف البيوت الآمنة تحت طائلة معاودة قصف تل أبيب.
وبينما تزايدت الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار، لا شيء يؤشّر حتى الآن على نهاية وشيكة للقتال الذي يُعتبَر الأسوأ منذ سنوات.
ورفضت واشنطن، للمرة الثالثة في أسبوع، أن يتبنّى مجلس الأمن الدولي بيانًا حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين يدعو إلى "وقف أعمال العنف" و"حماية المدنيين وخصوصًا الأطفال"، على الرغم من أن الإدارة الأميركية أكدت أن هدفها "لا يزال خفض العنف وإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني".
وبينما شدد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على ضرورة "عيش الإسرائيليين مع الفلسطينيين جنبًا إلى جنب بسلام"؛ عبّرت فلسطين عن رفضها للموقف الأميركي في مجلس الأمن، محذرة من أنّه "يفتح الباب أمام تحرك فلسطيني مع الأشقاء والأصدقاء للتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة".
بدوره، أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، المبعوث الأميركي هادي عمرو على "الأوضاع الخطيرة" في الأراضي المحتلة، جراء العدوان الإسرائيلي.
وتعمل فرنسا ومصر والأردن على اقتراح ملموس للتهدئة، ولمسار محتمل للمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهتها، أكدت روسيا ضرورة عدم السماح لتحول الأحداث في المنطقة إلى سيناريو قوة.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فوصف إسرائيل بأنها "دولة إرهاب تتطاول على حرمة القدس وتقصف المدنيين بلا رحمة في غزة، وتدمر مبنى ضخما يضم مكاتب وسائل إعلام".
عربيًا، أعلن مجلس النواب الأردني أنه أرسل إلى مجلس الوزراء مذكرة موقّعة من قبل جميع أعضائه تطالب بطرد السفير الإسرائيلي، واستدعاء سفير المملكة من تل أبيب، ردًا على العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
كما استدعت الخارجية الكويتية سفير تشيكيا لديها مارتن دوفراك، عقب نشره علم إسرائيل على حسابه الرسمي على "إنستغرام"، تعبيرًا عن تضامنه مع دولة الاحتلال.