الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

العراق ولبنان ومصر.. لماذا انهارت العملة المحلية لبعض الدول العربية؟

العراق ولبنان ومصر.. لماذا انهارت العملة المحلية لبعض الدول العربية؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على انهيار العملات المحلية في بعض الدول العربية (الصورة: رويترز)
انهارت الليرة اللبنانية إلى مستويات قياسية، تزامنًا مع تجاوز الدينار العراقي عتبة الـ1600 للدولار، في وقت أعرب فيه المصريون عن غضبهم بسبب الأزمة في البلاد.

تظاهر المئات في العراق أمام البنك المركزي، بعد تراجع العملة المحلية خلال أسابيع من 1470 دينار للدولار الواحد، إلى نحو 1600 في السوق الموازية.

ولم تُحل إقالة محافظ البنك المركزي قبل يومين ووعود رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني دون مزيد من التراجع، وسط غضب شعبي متنامٍ.

الغضب نفسه في بيروت؛ مواطنون رافضون لتداعي سعر العملة المحلية وتسجيلها سعر صرف أمام الدولار بلغ 56 ألف ليرة في السوق الموازية، إثر تراجعها 6 آلاف ليرة في الأسابيع الماضية.

ويأتي هذا الواقع المتردي في لبنان متأثرًا بالمسار السياسي في البلاد، إضافة لأزمة اقتصادية تقنية تتمثل بتغيير منصة صيرفة سياستها تجاه الشركات والمؤسسات، التي لجأت بدورها إلى السوق السوداء.

مصر أيضًا يحتج شعبها عبر منصات التواصل الاجتماعي على الغلاء، بعد تحول الحكومة إلى سعر صرف مرن، تطبيقًا لشروط صندوق النقد الدولي الذي وافق على منح القاهرة قرضًا جديدًا في الخريف الماضي، ليسجل سعر صرف الجنيه نحو 30 للدولار، بعدما كان أقل من 20 جنيهًا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

أزمة اقتصادية في لبنان

في هذا السياق، ترى الباحثة في السياسات الاقتصادية ديانا منعم أن "لكل دولة ظروفها الخاصة"، مشيرة إلى ان "ما يجمع هذه البلدان هو رفض أنظمتها القيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية لمواكبة مسار الانحدار".

وفي ما يخص لبنان، تؤكد منعم، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن "الوضع يختلف عما يحصل في العراق أو مصر".

وإذ تشير إلى أن القاهرة أبرمت اتفاقات مع صندوق النقد تمهيدًا لإصلاحات اقتصادية، تلفت إلى أن "السلطات الحاكمة في لبنان، لم تقم منذ أبريل/ نيسان الماضي، بأي خطوة على مسار الإصلاحات لإطلاق برنامج صندوق النقد".

وتقول: "هناك رفض تام من قبل السلطات اللبنانية للقيام بأي إصلاحات".

وتضيف: "الليرة اللبنانية تتدهور بشكل سريع، وفي هذا العام سجل معدل تضخم العملة 171%، وهو الأعلى منذ عقود".

وتتابع قائلة: "شح الدولار في المصرف المركزي يدل على أن الأزمة المالية في لبنان مستمرة".

ظروف داخلية وخارجية في العراق

من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي والمالي ماجد الصوري أن "وضع العراق يختلف عما يحصل في كل من لبنان ومصر".

ويوضح الصوري، في حديث إلى "العربي" من بغداد، أن "العراق يمتلك إمكانات مالية واقتصادية هائلة للسيطرة على الوضع، إلا أن ظروفًا دوليًا وداخلية هي التي أوصلت الأزمة إلى ما هي عليه اليوم".

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن "الظروف الخارجية تتمثل بالضغوطات الأميركية على البلاد، من أجل السيطرة على تدفّق الدولار".

ويقول: "حاول المصرف المركزي منذ عامين أن يطوّر عمل المنصة المتعلّقة بالتحويلات المالية، إلا أنها تأخرت في إنهاء هذا الملف".

ويضيف: "نتيجة للصراعات الدولية الكبيرة، بدأت أميركا تعمل على ضبط تدفقات الدولار إلى الدول التي تخضع للعقوبات".

تأثيرات الحرب الروسية

بدوره، يرى رئيس منتدى مصر للدراسات الاقتصادية رشاد عبده أن "الدول النامية تتشارك في ما بينها بمشكلة واحدة وهي عدم الاستعانة بالكفاءات للخروج من الأزمات".

ويعتبر عبده، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن "الحرب الروسية على أوكرانيا، زادت من التبعات الاقتصادية التي تركتها جائحة كورونا".

ويلفت الخبير الاقتصادي المصري إلى أن "القاهرة كانت تعتمد على قطاع السياحة، وتحديدًا على السائحين من روسيا وأوكرانيا، إلا أن ذلك بات صعبًا اليوم في ظل الحرب الدائرة بين البلدين".

وإذا يشير إلى أن الضرر الذي حلّ بقطاع السياحة أثّر على موارد العملة الصعبة إلى البلاد، يؤكد أن فاتورة مصر الغذائية ارتفعت أيضًا بسبب التضخم العالمي بأسعار السلع كالقمح.

ويقول: "قرض صندوق النقد الدولي زاد الضغط على المواطن، بسبب الشروط القاسية التي تفرضها المؤسسة الدولية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close