أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء عن استشهاد الشاب الفلسطيني أسامة محمود عدوي البالغ من العمر 18 عامًا برصاص قوات الاحتلال في مخيم العروب قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، فيما أصيب خمسة مقدسيين على الأقل بالرصاص المطاطي والعشرات بالاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في مخيم شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة، بعد قمع الاحتلال وقفة لأهالي المخيم ضمن العصيان المدني المفتوح الذي أعلنوه رفضًا لحصارهم المتواصل منذ مساء السبت الماضي، وذلك بذريعة البحث عن منفذ عملية إطلاق النار التي قُتلت على إثرها مجندة إسرائيلية.
إضراب مفتوح وعصيان مدني
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس إلى الاستمرار في المشاركة في فعاليات احتجاجية إسنادًا لأهالي مخيم شعفاط حتى رفع الحصار الإسرائيلي عنهم.
وعم الإضراب المفتوح والعصيان مخيم شعفاط وبلدة عناتا رفضًا لاستمرار حصارهما والانتقام الجماعي من 140 ألف نسمة منذ وقوع عملية إطلاق النار عند حاجز المخيم السبت الماضي.
كما عمّ الإضراب العام مدينة القدس، حيث تعطلت المدارس والحركة التجارية، بينما ساندت مدن فلسطينية وشاركت بالخطوات الاحتجاجية.
شهيد وإصابات
وفي تفاصيل استشهاد الشاب أسامة محمود عدوي أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأنه أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت في مخيم العروب شمالي الخليل.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين خلال المواجهات، ما أدى إلى إصابة عدوي بالرصاص الحي في البطن، وتم نقله إلى أحد المراكز الطبية القريبة، ووصفت إصابته بالخطيرة، قبل أن يعلن عن استشهاده لاحقًا.
وفي السياق ذاته، أصيب شاب برصاصة بالقدم، أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال المواجهات في العروب، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين.
رفض العقاب الجماعي
وفي هذا الإطار، قالت مراسلة "العربي" كريستين ريناوي من القدس، إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على مخيم شعفاط مما أدى إلى حالات اختناق، وسط مواجهات مستمرة مع الاحتلال، رفضًا للحصار، مما أسفر عن وقوع 5 إصابات.
وأضافت المراسلة، أن الاحتلال يزيد من قوته تجاه الشبان الذين يواجهونه، رغم توقف الحياة بسبب إجراءات الاحتلال بزعم البحث عن منفذ إطلاق النار.
غضب وعصيان مدني مفتوح في مخيم شعفاط وإضراب شامل في #القدس ردا على تضييقات الاحتلال الذي حاصر المخيم ومنع حتى المرضى من الوصول إلى المستشفيات#فلسطين pic.twitter.com/2tKiz57sYU
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) October 12, 2022
وأشارت المراسلة، إلى أنه منذ خمسة أيام على العملية لم تنجح مختلف أجهزة الاحتلال الأمنية في إلقاء القبض على منذ العملية، والتي تقوم بعمليات تفتيش وتعيث خرابًا في البيوت بزعم البحث عن المنفذ.
ولفتت المراسلة، إلى أن الأهالي اجتمعوا أمس الثلاثاء، وقرروا العصيان المدني، وقد يطول إلى حين رفع الحصار الذي وصفوه بالظالم بحق 140 ألف نسمة.
وبيّنت المراسلة، أن الأهالي يرفضون سياسة العقاب الجماعي بعد وقوع عملية إطلاق النار.
تمسك برفع الحصار
من جهته، قال المحامي مدحت ديبة، إن الحياة شلت بشكل كامل في مخيم شعفاط، وسبق العصيان والإضراب، تقديم شكوى إلى وزير الأمن الداخلي لعرض المعاناة التي يشهدها السكان، وطالبوه برفع الحظر عنه قبل التوجه إلى المحكمة العليا وقبل انفجار الأوضاع.
وأضاف ديبة في حديث لـ "العربي" من مخيم شعفاط، أن السكان محاصرون من دون دواء أو علاج، ولذلك جاء العصيان والإضراب العام.
وألمح ديبة، إلى أن هناك قرارا من الأهالي، بأن العصيان المدني المفتوح مستمر حتى ينصاع الاحتلال لرفع الإغلاق وتمكين السكان من العودة إلى حياتهم الطبيعية، ودخول الحافلات بشكل مريح إلى المخيم وعدم الانتظار في المعبر لخمس ساعات.