الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

العودة لـ"الماضي الأخضر".. رئيس العراق يعرض خطة اقتصادية لمواجهة تغير المناخ

العودة لـ"الماضي الأخضر".. رئيس العراق يعرض خطة اقتصادية لمواجهة تغير المناخ

شارك القصة

العراق هو خامس دولة معرضة للتأثر بالتغيرات المناخية في العالم
العراق هو خامس دولة معرضة للتأثر بالتغيرات المناخية في العالم (غيتي)
حذر الرئيس العراقي برهم صالح من أن "التأثير الاقتصادي والبيئي والاجتماعي المحتمل لتغيّر المناخ هو إلى حد بعيد أخطر تهديد طويل الأجل يواجه البلاد".

عرض الرئيس العراقي برهم صالح، أمس الأحد، "خطة اقتصادية" لمواجهة التغير المناخي في بلاده باعتباره فرصة لتنويع الاقتصاد، وأولوية وطنية ملحّة.

وكتب صالح، في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن "التأثير الاقتصادي والبيئي والاجتماعي المحتمل لتغيّر المناخ هو إلى حد بعيد أخطر تهديد طويل الأجل يواجه البلاد". ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن العراق هو خامس دولة معرضة للتأثر بالتغيرات المناخية في العالم.

عوامل ديموغرافية وبيئية

وفي الفترة الأخيرة، شهد العراق درجات حرارة عالية جدًا، وتواتر الجفاف بشكل أكبر، كما أصبحت العواصف الترابية أكثر حدة. ويؤثر التصحّر على 39% من أراضي العراق، وتهدد زيادة الملوحة الزراعة في 54% من الأراضي.

وأدت السدود على منابع وروافد نهري دجلة والفرات التاريخيين إلى انخفاض تدفّق المياه، ما أدى إلى ندرة المياه. ووفقًا لوزارة الموارد المائية العراقية، قد يواجه العراق عجزًا يصل إلى 10.8 مليار متر مكعب من المياه سنويًا بحلول عام 2035.

كما تُساهم عوامل ديموغرافية وبيئية في تفاقم الأزمة، حيث إنه من المتوقّع أن يتضاعف عدد سكان العراق من 40 مليون شخص اليوم إلى 80 مليونًا بحلول عام 2050، كما سينخفض الدخل الوطني، الذي يعتمد إلى حد كبير على إنتاج النفط، بشكل كبير نتيجة تخلي دول العالم عن الوقود الأحفوري، أثناء انتقالها إلى طاقة نظيفة ومستدامة.

ووفقًا لصالح، ستكون الآثار غير المباشرة لتغير المناخ بالشدة نفسها، إن لم تكن أكثر حدة، من التأثيرات المباشرة. قد يؤدي فقدان الدخل إلى الهجرة نحو المدن التي أصبحت بنيتها التحتية غير قادرة على دعم السكان الحاليين. وقد تؤدي هذه الهجرة إلى التطرّف وانعدام الأمن.

واعتبر الرئيس العراقي أن مواجهة تغير المناخ يجب أن تكون أولوية وطنية ملحة، لكنها أيضًا فرصة لتنويع اقتصاد العراق من دعم الطاقة المتجددة والنظيفة، والمشاركة في أسواق الكربون، وزيادة مرونة المناطق الضعيفة بيئيًا واقتصاديًا، وتوفير ظروف معيشية أفضل وأكثر استدامة للمواطنين.

"الماضي الأخضر"

واقترح أن يعود العراق إلى ماضيه "الأخضر" القريب، من خلال إحياء مشاريع وطنية تُركّز على العمل مع القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف العراق المناخية، ومنها إعادة التشجير في جنوب وغرب البلاد من خلال زراعة أشجار النخيل- الرمز الثقافي لبلاد ما بين النهرين، واستعادة الغابات في المناطق الجبلية والحضرية في كردستان، فضلًا عن تحديث إدارة المياه وزيادة استخدام الطاقة الشمسية.

وأكد صالح أن العراق سيحتاج إلى مساعدة أصدقائه في المجتمع الدولي للدعم الفني والتخطيطي ونقل التكنولوجيا، آملًا بالوصول إلى الصناديق الخضراء وأسواق رأس المال الخاصة والمانحين الدوليين للمساعدة في تمويل الاستثمارات المتوخاة، على أن يُساعد هذا في تحويل اقتصاد العراق من التبعية إلى أن يصبح مرة أخرى سلة الخبز للمنطقة بالإضافة إلى نقطة توقف رئيسية في طرق التجارة.

وإذ أشار إلى أن العراق، الذي يتميّز بتنوّع بيولوجي غني، يواجه مهمة شاقّة ولا وقت يضيعه في مواجهة تغير المناخ، أكد أن معالجة تغير المناخ تمثل أيضًا فرصة للعراق والمنطقة لاتخاذ تدابير من شأنها أن تتركهم على أساس أكثر صلابة وهم يواجهون تحديات العقود المقبلة.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
تغطية خاصة
Close