Skip to main content

الغرب يبحث تطورات أوكرانيا.. تركيا: إعادة الثقة مع موسكو يحتاج لعقود

الثلاثاء 19 أبريل 2022

مع تعثر المحادثات بين موسكو وكييف، وتركيز روسيا معركتها على الشرق الأوكراني، اعتبرت تركيا التي تعد طرفًا في الوساطة بين البلدين، اليوم الثلاثاء، أن "إعادة الثقة" بين الدول الغربية وروسيا سيحتاج إلى عقود.

وأوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن إعادة بناء كل هذا ستستغرق وقتًا، مضيفًا أن الأمر قد يستغرق عقودًا لإعادة الثقة. ومضى قائلًا: "نشهد بداية حرب باردة جديدة".

وتسعى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي سلمت أوكرانيا طائرات قتالية مسيرة، إلى تسهيل وساطة بين موسكو وكييف، منذ بدأ الهجوم على أوكرانيا، بأمر مباشر من الرئيس فلادمير بوتين فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

لكن أنقرة رفضت تنفيذ العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا، حرصًا على الإبقاء على خط مفتوح مع الكرملين، في وقت تلقت فيه موسكو جملة من حزم العقوبات الثقيلة التي أضرت بالاقتصاد الروسي والعملة المحلية.

وتواجه روسيا ضغوطًا كبيرة من الغرب بعدما فرضت عقوبات صارمة عليها، لدفعها لوقف عمليتها العسكرية ضد جارتها أوكرانيا المتواصلة منذ 24 فبراير الماضي.

وبشكل تدريجي، زادت الدول الغربية عقوباتها الاقتصادية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقرّبين منه وعلى الاقتصاد الروسي منذ بداية الأزمة الأوكرانية، عبر فرض حظر طيران وتجميد أصول أفراد أو شركات روسية وحظر عدد من التعاملات التجارية والمالية وصولًا إلى فرض قيود على قطاع النفط والغاز الروسيين.

ولاحقًا، أعلن الكرملين، أن روسيا تكبدت "خسائر كبيرة" في أوكرانيا، بينما قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إنّ روسيا تواجه أشد الأوضاع صعوبة منذ ثلاثة عقود بسبب العقوبات.

"ما زال هناك مجال للدبلوماسية"

وخلال مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية التركي ونظيره المجري بيتر زيجارتو في أنقرة، لفت تشاوش أوغلو إلى أنه "بالرغم من التطورات على الأرض نعتقد أنه ما زال هناك مجال للدبلوماسية".

وزاد بالقول: "يجب اتخاذ إجراءات سريعة لوقف إطلاق النار" بين كييف وموسكو.

واستضافت تركيا جولتين من المفاوضات المباشرة بين الطرفين في العاشر في مارس/ آذار الماضي، على المستوى الوزاري في أنطاليا (جنوب) ثم في جولة بـ29 من التاريخ المذكور في قصر بهتشه في إسطنبول.

وما تزال موسكو تتجاهل كل دعوات وقف الحرب ضد جارتها، ولا سيما أنها بدأت مرحلة جديدة من "عمليتها العسكرية الخاصة" تستهدف شرق أوكرانيا.

واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن موسكو تسعى إلى "تحرير" شرق أوكرانيا، لكنه اتّهم الغرب بإطالة أمد العملية العسكرية عبر تزويد كييف بالأسلحة.

بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّ روسيا بدأت "معركة دونباس" في الشرق أمس الإثنين. وأضاف: "جزء كبير جدًا من الجيش الروسي بأكمله يركز الآن على هذا الهجوم". 

وتعهد زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو بالمقاومة، قائلًا: "سنقاتل بغض النظر عن عدد القوات الروسية التي يرسلونها إلى هناك. سندافع عن أنفسنا". 

قادة غربيون يبحثون شأن أوكرانيا

وفي سياق متصل، أكد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن رئيس الوزراء سيتحدث مع الرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء آخرين في العالم في وقت لاحق، اليوم الثلاثاء، لمناقشة تشديد العقوبات على روسيا وزيادة الدعم لأوكرانيا.

ومن المقرر أن ينضم إلى المكالمة قادة من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا واليابان وحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية.

وفي وقت سابق، قال المتحدث إن مسؤولًا كبيرًا بالأمن القومي أطلع جونسون ووزراءه على تحديث لتقييم بريطانيا للوضع في أوكرانيا.

ونقل المتحدث عن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه قوله "من المرجح أن تكون المرحلة التالية من الحرب صراع استنزاف ربما يستمر لعدة أشهر".

وأضاف: "هناك بعض الدلائل على أن روسيا لم تتعلم الدروس من النكسات السابقة في شمال أوكرانيا".

وقال البيت الأبيض إن الاجتماع سيشمل "بذل جهود لمحاسبة روسيا" على هجومها على أوكرانيا.

وتضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على موسكو من خلال العقوبات، إضافة إلى إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية وغيرها.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية؛ بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة