Skip to main content

مصيرهم سيطاردهم لسنوات.. سكان هوساريفكا ما زالوا يبحثون عن أبنائهم

الإثنين 18 أبريل 2022

على مدى أسبوعين، احتلّ الجنود الروس قرية هوسكاريفا النائية في شرق أوكرانيا، وكانوا يستخدمون مزرعة هناك قاعدة لهم، لكنهم لم يطعموا الحيوانات في المزرعة، ما دفع مجموعة من خمسة من سكان القرية للذهاب لرعاية الماشية، لكنهم اختفوا ولم يعرف مصيرهم بعد.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن سفيتلانا تاروسينا قولها: "اختفى ابنا أخي، ذهبوا برفقة 3 رجال لإطعام الأبقار في المزرعة، لكنهم اختفوا".

وأضافت الصحيفة أن ما حدث في هوساريفكا يشمل كل عناصر الوحشية الروسية من قتل عشوائي، وسوء معاملة، وتعذيب خلال الهجوم على أوكرانيا.

وبينما يجمع العاملون في مجال حقوق الإنسان في جميع أنحاء العاصمة كييف الأدلة على الفظائع الروسية، على أمل بناء قضايا جرائم حرب، إلا أنه بالنسبة لسكان هوساريفكا، لا يقاس إرث الاحتلال بالقتل الجماعي أو الجثث أو المباني المدمرة، بل باختفاء الأصدقاء والجيران.

وعلى الرغم من خروج القوات الروسية من المنطقة، إلا أن الأسئلة حول ما حدث بالضبط خلال تلك الأيام المضطربة سترافقهم لسنوات مقبلة.

نهب وسرقة وعنف

وقال السكان إن الجنود الروس كانوا في الغالب في قواعدهم المؤقتة بعد وصولهم إلى هوساريفكا في الأيام الأولى من مارس/ آذار الماضي. لكن سرعان ما تغير الأمر، حيث نهبوا المنازل الفارغة، ثم بدأوا بالسرقة من الأشخاص الذين لم يغادروا القرية.

وفي الوقت الذي اختفى فيه أبناء شقيق تاروسينا وزملاؤهم، تحوّل الاحتلال إلى عنف.

وقال يوري دوروشينكو، عمدة القرية: "في البداية، لم يتجولوا في أي مكان على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن أكثر من 1000 جندي روسي كانوا متحصنين في مقرهم الرئيس، وهو مزرعة على مشارف القرية.

وأضاف دوروشينكو: "بعد ثلاثة أو أربعة أيام من وصولهم إلى القرية، بدأوا بالتسلل من المزرعة والتجول، ثم بدأوا بالدخول إلى المنازل".

وقال أولكسندر خومينكو، وهو مربي نحل، إن القوات الروسية عانت من نقص في الإمدادات وطلبت الكحول والطعام.

ورفضت امرأة التخلي عن خنزيرها، فذهبوا إلى المنزل المجاور وأطلقوا النار على خنزير الجيران. كما أخذوا هواتف محمولة وأجهزة إلكترونية أخرى، على ما يبدو لمنع السكان من الاتصال بالقوات الأوكرانية وتقديم معلومات حول موقع القوات الروسية.

وقال عدد من السكان إنهم أجبروا على تسليم هواتفهم تحت التهديد بالقتل.

انفجار وقنص

وفي المزرعة الجماعية، حيث يتشارك الفلاحون العناية بأكثر من 1000 رأس من الماشية، دعا الجنود الروس السكان لإطعام الحيوانات الجائعة.

وتوجّه الرجال الخمسة لإطعام الأبقار، ولكن عندما غادروا، انفجر شيء ما في المزرعة. وذكر دوروشينكو أن الروس أسروا الرجال بعد الانفجار، حينما وصلوا إلى مفترق طرق بين القرية والمزرعة.

وأضاف دوروشينكو أن شخصين آخرين بالقرب من المزرعة فقدا أيضًا في ذلك اليوم. وبعد أسبوع تقريبًا، أطلق قناص روسي النار على أندريه ماشينكو وأرداه قتيلًا، بينما كان يركب دراجته إلى منزله.

وتقع هوساريفكا بين حقول القمح الواسعة ومساحات من مزارع عباد الشمس وخطوط الغاز الطبيعي، على بعد حوالي 60 ميلًا جنوبي شرق خاركيف، التي كانت ذات يوم ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وكان استيلاء الروس على القرية جزءًا من تقدّم واسع النطاق غربًا شمل تحركات للقوات من قرب خاركيف ومدينة إزيوم الواقعة في أقصى الشرق، حيث لا تزال الوحدات الروسية والأوكرانية تخوض المعارك.

وانقطعت الكهرباء والمياه منذ أوائل الشهر الماضي والاتصالات الخلوية، مما يجعل القرية معزولة باستثناء المساعدات الإنسانية التي يتمّ نقلها من البلدات المجاورة.

وقدّر العمدة دوروشينكو عدد السكان الموجودين حاليًا في القرية بحوالي 400 شخص من أصل 1060 شخصًا قبل الحرب، بعد أن فرّ معظمهم.

وتمكّنت القوات الأوكرانية من طرد القوات الروسية من قرية هوساريفكا في أواخر مارس/ آذار. وبينما كان الجنود الأوكرانيون يبحثون في ركام ساحة المعركة بعد انتصارهم في القرية، وجدوا بقايا 3 أشخاص على الأقل في قبو محترق.

وبلغت حصيلة الهجوم الروسي في البلدة: سبعة في عداد المفقودين، اثنان قتلا بنيران واثنان على الأقل في القصف.

وتحاول السلطات المحلية في القرية معرفة أماكن المفقودين منها، ومن ضمنهم الشبان الخمسة الذين حاولوا إطعام الحيوانات في المزرعة.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة