الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

القصّة الكاملة للنادي الأهلي المصري.. أكثر من مجرد فريق كرة قدم

القصّة الكاملة للنادي الأهلي المصري.. أكثر من مجرد فريق كرة قدم
الجمعة 31 مايو 2024

شارك القصة

يُعتبَر النادي الأهلي المصري جزءًا من تاريخ مصر ويصنّفه عشاقه "أعظم نادٍ في الكون" - غيتي
يُعتبَر النادي الأهلي المصري جزءًا من تاريخ مصر ويصنّفه عشاقه "أعظم نادٍ في الكون" - غيتي

ليس النادي الأهلي المصري مجرّد فريق عادي بالنسبة لعشاق كرة القدم، وهو الذي يصفه البعض بـ"أعظم نادٍ في الكون"، وقد تربّع على عرش الكرة المصرية والإفريقية، وحاز العديد من الألقاب من بينها لقب "نادي القرن".

فمنذ العام 1907، أصبح النادي الأهلي جزءًا من تاريخ مصر، بفضل جهود أعضائه ودورهم في مقاومة الاحتلال الإنكليزي، وعنايته بالشؤون الاجتماعية في الأوساط المصرية، قبل أن ينتقل إلى عالم النجاح الرياضي.

حصل ذلك بفضل أسُس وقواعد وضعها عدد من رموز هذا النادي العريق، أصبحت لاحقًا نموذجًا يُحتذى به في سرّ النجاح الرياضي في كرة القدم.

فمن يكون النادي الأهلي؟ وكيف بنى أمجاده التي لا تزال قائمة حتى اليوم؟ ومن أبرز رموز هذا النادي عبر تاريخه الممتدّ لأكثر من 100 عام؟

عن هذه الأسئلة وغيرها، يجيب اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص في حلقة هذا الأسبوع من برنامج "مع الكوير"، التي يروي خلالها القصّة الكاملة للنادي الأهلي المصري من التأسيس، حتى يومنا هذا.

حاز النادي الأهلي المصري العديد من الألقاب من بينها لقب "نادي القرن" - غيتي
حاز النادي الأهلي المصري العديد من الألقاب من بينها لقب "نادي القرن" - غيتي

"أعظم نادٍ في الكون"

منذ البداية، كانت الرسالة التي أراد القيّمون على النادي الأهلي المصري إيصالها واضحة، وهي أنّ كيان النادي أهمّ من قيمة أيّ لاعب، حتى لو كانت أفضل لاعب كرة في العالم.

وتتجلّى هذه القصّة بشكل واضح، في قصّة قائد فريق الأهلي حسين حجازي، الذي كان أفضل لاعب مصري في جيله عام 1927، الذي أعلن العصيان الكامل، بعد تراكم المشاكل بينه وبين إدارة النادي، ليقرّر بعدها التوجّه نحو الغريم التقليدي، الزمالك.

ويُقال إنّ هذا الموقف هو الذي وضع حجر الأساس لتقاليد ومبادئ استمرّت مع النادي حتى اليوم، وبسببها مرّ على النادي من يوصَفون بالأساطير، على مستوى الإداريين والمدربين واللاعبين، وحافظ على رصيده الجماهيري الواسع.

ويظهر هذا الرصيد بوضوح لدى عشاق النادي الأهلي المصري، الذين لا ينظرون إليه بوصفه أفضل نادٍ في مصر فحسب، ولا في إفريقيا، ولا حتى في العالم، بل يعتبرونه "أعظم نادٍ في الكون" بالمُطلَق.

بداية النادي الأهلي المصري

لعلّ أهمية النادي الأهلي المصري تنطلق من البدايات والتأسيس، وهو الذي انخرط شأنه شأن عدد من الأندية المصرية الأخرى، في المقاومة ضد الاستعمار، قبل أن ينجح رياضيًا وإداريًا ولكن أيضًا اجتماعيًا، وهو ما أهّله ليكسب القاعدة الشعبية الكبيرة في مصر، بل في العالم العربي برمّته، حتى إنّ اسمه أصبح مقترنًا بالتاريخ والألقاب.

ففي بدايات القرن الماضي، كانت الأوضاع في مصر تشهد تقلبات وتغيرات كثيرة، في ظلّ صراعات سياسية وأزمات عديدة، كان يفاقمها الاحتلال البريطاني الذي كان يستهلك اقتصاد البلد، وهو ما أدّى إلى ما عُرِفت بالمقاومة السياسية والمسلحة ضدّ الإنكليز، والتي انتشرت آنذاك بشكل خاص في صفوف الشباب.

ومع تضييق الإنكليز على الشباب، بدأ هؤلاء يلجؤون إلى الأندية الثقافية والسياسية والسرية، التي كانوا يتجمّعون فيها بعيدًا عن الإنكليز، ومنها خرج على سبيل المثال نادي طلبة المدارس العليا الذي تأسّس عام 1905 على يد عمر لطفي بك، الذي كان يؤمن بفكرة تجمع الشباب المصري المثقف، واستطاع أن يجمع مئات طلاب المدارس والمعاهد من مختلف الانتماءات والتوجّهات، ممّن سيكون لهم دور لاحقًا في طرد الاحتلال البريطاني.  

وبعد النجاح الكبير الذي حصدته فكرة نادي طلبة المدارس العليا، قرّر الرجل تأسيس نادٍ رياضي انطلاقًا من إيمانه بضرورة إحداث توازن بين النشاط العقلي والجسدي، من دون أن يدرك أن مبادرته هذه ستغيّر تاريخ الرياضة المصرية والإفريقية.

تأسس نادي طلبة المدارس العليا عام 1905 على يد عمر لطفي بك
تأسس نادي طلبة المدارس العليا عام 1905 على يد عمر لطفي بك

نادي الأهلي المصري.. للشعب

وبالفعل، في عام 1907، وتحديدًا يوم 24 أبريل/ نيسان، تمّ الإعلان رسميًا عن تأسيس نادٍ رياضي جديد في مصر، واختيار اسم "النادي الأهلي" له نسبًة للوطنية والأهل، وحتى يكون واضحًا منذ البداية أنّ هذا النادي "للشعب، منه وفيه".

وفي وقت كانت الكرة المصرية تعرف العديد من الأندية بأسماء إنكليزية، أصرّ الأهلي على أن يكون اسمه عربيًا خالصًا، كدليل على فخره بقوميته العربية وانتمائه لدولة مصر العربية، كما تمّ اختيار اللون الأحمر لقميص الفريق، نسبة للعلم المصري، الذي كان في ذلك الوقت عبارة عن علم أحمر وفي وسطه نجمة وهلال.

عمر لطفي بك مؤسس النادي الأهلي المصري
عمر لطفي بك مؤسس النادي الأهلي المصري

لكلّ هذه الأسباب، كان من الطبيعي أن يلقى النادي إقبالاً أكبر من الناس العادية المصرية، وأن تزداد شعبيته مع الوقت، علمًا أنّه عند التأسيس أخذ اسم "النادي الأهلي للألعاب الرياضية"، وذلك لتشجيع الشباب على الانخراط في ممارسة كل الرياضات، وليس فقط كرة القدم، التي لم تكن للمفارقة الأهمّ فيه في ذلك الوقت.

لكن مع التأثّر ببعثات الشباب المصريين الذين كانوا يدرسون في بريطانيا، أصبحت كرة القدم أكثر لعبة يقبل عليها الشباب في النادي، ليتمّ تأسيس أول فريق كرة تحت قيادة الكابتن أحمد فؤاد أنور، الذي تمّ تسجيله بوصفه أول كابتن في تاريخ النادي الأهلي.

في عام 1907، وتحديدًا يوم 24 أبريل/ نيسان، تمّ الإعلان رسميًا عن تأسيس النادي الأهلي
في عام 1907، وتحديدًا يوم 24 أبريل/ نيسان، تمّ الإعلان رسميًا عن تأسيس النادي الأهلي

النادي الأهلي ومقاومة الاستعمار

لكنّ الأهم من كلّ ذلك، أنّ الفريق بقي محافظًا على الأساس، وهو تجسيد المقاومة ضد الاستعمار، حتى من خلال لعب الكرة، وقد كان له مواقف لافتة في هذا الإطار، بدءًا من رفض الانضمام إلى الاتحاد المختلط للأندية الرياضية في مصر، والذي كان يضمّ عددًا من الأندية والمسؤولين الأجانب.

أكثر من ذلك، قرّر مجلس إدارة النادي الأهلي في ذلك الوقت الامتناع عن اللعب ضدّ أي فريق إنكليزي، والامتناع كذلك عن اللعب ضدّ أيّ فريق مصري ليس لديه مشكلة باللعب ضدّ الأندية الإنكليزية.

ويذكر الكثيرون ما فعله النادي الأهلي عند تأسيس كأس السلطان حسين عام 1917، حين قاد حملة مع عدد من الأندية الأخرى لرفض مشاركة الأندية الإنكليزية في البطولة. ورغم أنّ النسخ الأولى شهدت حضور الإنكليز، وقد انسحب منها الأهلي، إلا أنّ الجمعية المصرية الإنكليزية اضطرت في نهاية المطاف للتنازل عن تنظيم البطولة لصالح الاتحاد المصري لكرة القدم، وذلك عام 1922.

يُعَدّ الكابتن أحمد فؤاد أنور أول كابتن في تاريخ النادي الأهلي
يُعَدّ الكابتن أحمد فؤاد أنور أول كابتن في تاريخ النادي الأهلي

كلّ هذه الأمور معطوفة على الكثير من المواقف السياسية الرياضية التي اتخذها النادي، جعلته يكسب احترام وتعاطف الناس أكثر، حيث شعروا أنّ هذا النادي ليس مجرّد "كرة ورياضة" فحسب، بل إنّ دوره أكبر من ذلك بكثير.

فكيف تجسّد هذا الدور على مرّ السنوات؟ ماذا عن الدور الذي لعبه في ثورة 1919 الشهيرة؟ لماذا يُعَدّ النادي مكوّنًا أساسيًا داخل المجتمع المصري؟

ماذا عن النجاح الرياضي الذي حقّقه، والصراع التاريخي مع الغريم التقليدي الزمالك، ونهائي القرن؟ ماذا عن رموز النادي الذين تناوبوا عليه؟ ماذا عن محمد أبو تريكة ومانويل جوزيه على وجه الخصوص؟ وما قصّة شعار "الأهلي فوق الجميع"؟


لمعرفة الإجابات على كلّ هذه الأسئلة، يمكن متابعة الفيديو المرفق من سلسلة "مع الكوير"، حيث تحمل حلقة هذا الأسبوع عنوان "النادي الأهلي: بطل الحكاية مرّة أخرى".
المصادر:
العربي
Close