الجمعة 13 Sep / September 2024

القصف الروسي يشتد شرقًا.. بوتين يتحدى الغرب: فليحاولوا هزيمتنا

القصف الروسي يشتد شرقًا.. بوتين يتحدى الغرب: فليحاولوا هزيمتنا

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول انسحاب القوات الروسية من جزيرة الأفعى (الصورة: تويتر)
نقل مراسل "العربي" من كييف، تكثيف روسيا قصفها على عدد من المدن الأوكرانية على وقع احتدام المعارك في الشرق بعد سقوط ليسيتشانسك.

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس أن بلاده "لم تبدأ بعد الأمور الجدية" في أوكرانيا، حيث تشن القوات الروسية منذ فبراير/ شباط الماضي هجومًا عسكريًا واسع النطاق، مشددًا في الوقت ذاته أنّ موسكو تظل منفتحة على مفاوضات مع كييف.

جاء حديث الرئيس الروسي في الوقت الذي تواصل فيه قواته عملياتها العسكرية في الشرق الأوكراني حيث يشتد القصف يومًا بعد آخر وتحقق موسكو تقدمًا ملحوظًا في تلك الجبهات.

"لم نبدأ بعد الأمور الجدية"

وخلال اجتماع مع رؤساء الكتل في مجلس الدوما الروسي نقل التلفزيون وقائعه، قال بوتين: "على كل طرف أن يعلم أننا لم نبدأ بعد الأمور الجدية" في أوكرانيا، مضيفًا "في الوقت نفسه، لا نرفض مفاوضات السلام. ولكن على من يرفضونها أن يعلموا أنه كلما طال (رفضهم هذا)، بات التفاوض معنا أكثر صعوبة بالنسبة إليهم".

وتحدى بوتين الدول الغربية أن تجرب إلحاق الهزيمة بموسكو "في ساحة المعركة"، وذلك بعدما سرع الأميركيون والأوروبيون وتيرة تسليم الأسلحة للقوات الأوكرانية.

وقال الرئيس الروسي: "اليوم، نسمع أنهم يريدون أن يلحقوا بنا الهزيمة في ساحة المعركة. ماذا نقول؟ فليحاولوا".

اشتداد المعارك في الشرق

تستمر القوات الروسية في التقدم شرق أوكرانيا، اليوم الخميس، بينما تحاول قوات كييف الحفاظ على الخط بطول الحدود الشمالية لمنطقة دونيتسك، في وضع استعداد لهجوم جديد متوقع عليها.

فبعد الاستيلاء على مدينة ليسيتشانسك يوم الأحد الفائت، وتعزيز سيطرتها الكاملة على منطقة لوغانسك الأوكرانية، لم تخف موسكو عزمها الاستيلاء على أجزاء من المناطق المجاورة التي لم تفرض سيطرتها عليها بعد.

في هذا الإطار، نقل مراسل "العربي" من كييف محمد الزاوي أن كراماتورسك أصبحت مركز استهداف رئيس للقوات الروسية في المنطقة الشرقية، فقد شهدت اليوم الخميس قصفًا عنيفًا، حيث تحدث رئيس البلدية هناك أن الحصيلة الأولية تشير إلى مقتل شخص واحد وإصابة نحو 7 آخرين.

وذكرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن اليوم بدأت المعارك تشتعل بشكل كبير في اتجاهات عدة، منها جبهة كراماتورسك، وسلافيانسك وكذلك جبهة باخموت التي تضم طريقًا إستراتيجيًا يربطها بليسيتشانسك حيث ما زالت تحضر فيه القوات الأوكرانية، بحسب الزاوي.

"خسائر كبيرة لموسكو"

كذلك تطرق المراسل، إلى أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية ركزت على أن الخسائر الروسية تكبر بين اليوم والآخر، فخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "تمكن الجيش من القضاء على نحو 150 جنديًا روسيًا".

ويردف الزاوي أن أغلب الجنود الذين تحدث عنهم الجانب الأوكراني سقطوا في محورين رئيسين هما مدينة باخموت وكذلك أفديك، التي تركز عليها موسكو في محاولة لدخول منطقة لوغانسك.

يذكر أنه بعد الفشل في الاستيلاء على العاصمة كييف في مرحلة مبكرة من الحرب، أعادت روسيا تركيز أهدافها نحو منطقة دونباس الأوكرانية التي تضم لوغانسك ودونيتسك.

وتقول روسيا إنها تريد انتزاع السيطرة على المنطقة الشرقية والصناعية الضخمة لصالح الانفصاليين المدعومين من موسكو الذين أعلنوا من جانب واحد قيام جمهوريتين شعبيتين.

العلم الأوكراني يرفرف فوق "جزيرة الأفعى"

في السياق، نشرت وزارة الداخلية الأوكرانية، اليوم الخميس، لقطات تظهر قيام ثلاثة جنود أوكرانيين برفع علم البلاد ذي اللونين الأزرق والأصفر على "جزيرة الأفعى" الشهيرة بجوار بقايا مبنى مهدم، في علامة رمزية على استمرار تحديها للهجوم العسكري الروسي المستمر.

وأرفقت الوزارة المنشور على تويتر بتعليق: "المجد للجنود الأوكرانيين".

وكانت أوكرانيا قد استعادت الجزيرة الصغيرة الواقعة على البحر الأسود، التي تقع على بعد 140 كيلومترًا تقريبًا إلى الجنوب من ميناء أوديسا الأوكراني، بعد أن تخلت موسكو عنها نهاية يونيو/ حزيران الفائت، فيما قالت إنه "بادرة حسن نية".

ورغم صغر حجمها إلا أن لهذه الجزيرة أهمية إستراتيجية كبيرة، بحيث إنها تستخدم في تأمين الممرات البحرية والدفاع عن المياه الإقليمية الأوكرانية، وهذا ما تراه أوكرانيا شكلًا من النصر تأمل من خلاله تخفيف حصار موسكو على موانئها.

لكن روسيا، سرعان ما ردت على مراسم رفع العلم فوق "جزيرة الأفعى"، حيث قالت إن إحدى طائراتها الحربية قصفت الجزيرة بعد فترة وجيزة "وقضت على عدد من العسكريين الأوكرانيين هناك".

فقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف: إن "طائرة... شنت على الفور ضربة بصواريخ فائقة الدقة على جزيرة الأفعى أسفرت عن القضاء على عدد من العسكريين الأوكرانيين".

أما في موسكو، فزعمت وزارة الدفاع أن عددًا من الجنود الأوكرانيين "وصلوا إلى الجزيرة قبل الفجر والتقطوا صورًا مع العلم".

في المقابل، توعد أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني إلى هذه المراسم ستتكرر في جميع أنحاء أوكرانيا في الأشهر المقبلة، مضيفًا عبر "تليغرام": ينتظرنا نشر العديد من مقاطع الفيديو المماثلة من المدن الأوكرانية التي تخضع حاليًا للاحتلال المؤقت".

بدوره، كشف سيرهي براتشوك المتحدث باسم إدارة إقليم أوديسا أن ضربة صاروخية روسية ضد الجزيرة تسببت في إلحاق أضرار كبيرة برصيف الميناء، وأن قذيفتين روسيتين ثانيتين دمرتا مخزنين للحبوب في الإقليم كانا يحتويان على 35 طنًا من الحبوب.

ومع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، تحوّلت "جزيرة الأفعى" أو "جزيرة الثعبان" إلى رمز للمقاومة الأوكرانية، بعد أن هاجمتها سفينة "موسكوفا" الروسية، وطالبت حرس الحدود الأوكراني بالاستسلام، وهو ما رفضه الأوكرانيون برد لاذع تم تداوله بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن القوات الروسية ما لبثت أن سيطرت عليها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close