تم وضع النجم السينمائي ألان ديلون البالغ 88 عامًا، تحت "الحماية القضائية" في ما يتعلق برعايته الطبية، حيث يعاني واحدًا من أساطير السينما الفرنسية والعالمية من وضع صحي متدهور، وذلك بعد أن انفجر خلاف كبير بين أبنائه حول تلك الرعاية.
وعاش الشارع الفرنسي تفاصيل "صراع الأخوة" الذي خاضه أبناء ديلون، إذ اتهم نجلاه أنتوني (59 عامًا) وآلان فابيان (29 عامًا)، اختهما أنوشكا (33 عامًا) بأنها تتلاعب بوالدهم، وأخفت عنهما وضعه الصحي.
ورأى أنتوني ديلون أن أخته غير الشقيقة ترغب في إعادة النجم إلى سويسرا، تجنبًا لدفع كثير من الضرائب على الميراث في فرنسا.
قرار القضاء الفرنسي
وأصدر قاضي الوصاية في محكمة بجنوب باريس قرارًا كلّف بموجبه وكيلًا قضائيًا معاونة الممثل من الآن فصاعدًا، في ما يتعلق "بمتابعته طبيًا" واختيار مقدمي الرعاية المعنيين بذلك.
ولاحظ القرار الذي صدر في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري استنادًا إلى تقرير خبرة قضائية طبية أُجريت في وقت سابق من الشهر، وجود "خلاف بين أبناء ألان ديلون الثلاثة، يتعلق خصوصًا برعايته الطبية والأخصّائيين المولجين متابعة وضعه".
وخلص القرار إلى "ضرورة تعيين وكيل قضائي محايد ونزيه مختص بحماية البالغين لمعاونة" ديلون "نظرًا إلى الخلاف الذي يحيط" به.
وتُشكّل الحماية القضائية في القانون الفرنسي إجراءً وقائيًا قصير الأجل (سنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة)، يتيح تعيين وكيل للبالغ يتولى عنه إنجاز بعض مهام الحياة اليومية.
ترحيب الأبناء
ولقي القرار ترحيبًا من أنتوني وآلان فابيان ديلون رغم كونهما على طرفي نقيض في شأن متابعة الوضع الصحي لوالدهما، إذ اعتبر النجل الأكبر في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن هذا الإجراء "أمر جيد إذا كان من شأنه أن يضع الأمور في نصابها الصحيح ويحول دون تناول المحامين" مرض والده "من دون أن يكونوا حتى اطلعوا على ملفاته الصحية".
وأضاف أنتوني: "سينتهي هذا الجدل الطبي مرة واحدة وإلى الأبد"، مشيرًا إلى أنه علم بالقرار من محطة "بي إف إم" التلفزيونية التي كانت أول من أورد الخبر.
وقال إن "أحدًا في دوشي"، وهي منطقة إلى الغرب من باريس يقع فيها منزل ألان ديلون، لم يكن يعلم بالقرار، بمن في ذلك النجم نفسه.
أما وكيل كريمة النجم أنوشكا المحامي فرانك بيرتون فقال لوكالة فرانس برس: إن الابنة "مرتاحة" إلى القرار "لأن القضاء عيّن وكيلًا وعالج المشكلة"، واصفًا هذه الخطوة بأنها "أمر جيد".
حرب ضروس
ومنذ مطلع يناير، يخوض أبناء النجم الثلاثة حربًا ضروسًا في ما بينهم، على صفحات الصحافة أو في القضاء، ويؤكد كل منهم رغبته في حماية الممثل الفرنسي الكبير الذي تدهورت صحته منذ إصابته بسكتة دماغية في عام 2019.
ويتركز الخلاف على مسألة العلاج الذي يمكن أن يخضع له عملاق السينما الفرنسية من سرطان الغدد اللمفاوية الذي يعانيه.
إلا أن أنوشكا اعتبرت أن أنتوني وآلان فابيان يعرّضان للخطر حياة الممثل الذي لم يتلقَّ العلاج من المرض منذ انتقاله إلى دارته في دوشي في صيف 2023، مؤكدة أن "السبب الوحيد" الذي جعلها ترغب في إحضار بطل فيلمي "لا بيسين" و"غيبار" إلى سويسرا هو تمكينه من استكمال علاجه فيها.
وسبق لأنتوني أن قال ردًا على تصريحات محامي أخته غير الشقيقة إن العلاج الذي عُرض على والده في سبتمبر/ أيلول 2022 "هو علاج مناعي تجريبي، ولكنه قبل كل شيء علاج تلطيفي، وهذه هي النقطة الأهم، إذ لم يعد بالإمكان إخضاعه لعلاج شافٍ كالعلاج الكيميائي"،
وأضاف أنتوني: "في سن السابعة والثمانين، يكون تطور سرطان الغدد الليمفاوية من النوع (بي) كالذي يعانيه بطيئًا جدًا، وهذا العلاج كان يقصّر عمره".
وتوجّه أنتوني إلى محامي شقيقته أنوشكا بالقول: "الأمر الوحيد الذي يشغل موكلتك ليس صحة والدنا، بل يا للأسف ثمة أمور أخرى".