بدأ وزراء الخارجية العرب الاجتماعات التحضيرية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي تعقد في الجزائر مطلع الشهر المقبل.
وكانت جامعة الدول العربية قد أعلنت أن أجندة قمة الجزائر تتصدرها القضية الفلسطينية، والتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، إلى جانب بحث إستراتيجية للأمن الغذائي لأول مرة.
كما قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، إن هناك موضوعات أخرى ستطرح للمناقشة عن الأزمة في سوريا وليبيا واليمن، فضلًا عن قرار يخص مكافحة الإرهاب. مشيرًا إلى أن هناك أفكارًا قدمتها الجزائر تتعلق بتطوير وإصلاح الجامعة.
وبعد عدة سنوات، تأتي قمة جامعة الدول العربية وتنتظرها تحديات عديدة إقليميًا ودوليًا وقضايا خلافية، هذا فضلًا عن تغيب 6 دول عربية عنها.
في هذا الخصوص، يقول الباحث في الشأن السياسي حكيم بوغرارة أن القمة تحتضنها الجزائر فقط من الناحية الجغرافية إذ أنها تعني كل الوطن العربي، وإن جدول أعمال القمة على مستوى الخبراء والمندوبين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، يتطرق إلى عدد من النقاط المهمة للجميع.
ويردف من الجزائر، أن هناك 24 توصية حول الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتركيز على الأمن الغذائي، مع مواكبة التحديات الإقليمية والدولية التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا.
نقاط توافقية وخلافية
كذلك يشير بوغرارة لـ"العربي" أن هناك نقاط توافقية تتعلق بضرورة تكثيف وتفعيل آليات العمل العربي المشترك، سواء بمجال البيئة أو الغذاء أو الطاقة، بالإضافة إلى رفع مستوى التكافل والتضامن من خلال الحد من المشاكل الاقتصادية أو المساعدة في حل بعضها.
أما النقاط الخلافية، فبرزت أيضًا وفق الباحث في الشأن السياسي، وتمحورت حول التدخل بالشؤون الداخلية العربية ومقترح إصلاح جامعة الدول العربية وإدخال تعديلات على كيفية تسييرها حتى تواكب تطلعات الشعوب العربية.
ويتابع بوغرارة: "الجزائر قالت إنه على الزعماء العرب المشاركين في هذه القمة أن يتحدثوا بمنتهى الصراحة في مختلف الملفات".
غياب قادة عرب
وعن غياب عدد من القادة عن قمة جامعة الدول العربية، يرى الباحث الجزائري أن 31 قمة خرجت بالكثير من القرارات والمسارات المهمة لكنها لم تلقَ طريقها إلى التسيير، مردفًا: "غياب بعض الزعماء لن يخلي مسؤوليتهم من تطبيق ما ستفضي إليه القمة، لأن العمل الجدي يبدأ بعد القمة".
فيشدد بوغرارة رغم تفهمه قرارات عدم الحضور، أن هذه القمة هي عربية على أرض الجزائر والمسؤولية يجب أن يشعر بها كل الدول الأعضاء، مع التركيز على تقديم مقترحات وأفكار من دون تشخيص للقمة.