التقط القمر الاصطناعي "بيبي كولومبو" المخصص لاستكشاف عطارد أولى صوره لأقرب كوكب إلى الشمس، وحلّق على ارتفاع نحو مئتي كيلومتر منه، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أمس السبت.
وهذه المرة الأولى منذ إطلاق هذا القمر الاصطناعي المشترك بين وكالتي الفضاء الأوروبية واليابانية منذ عام 2018 ليحلّق فوق الكوكب الذي يشكّل "هدفًا" له.
مركبة فضائية تلتقط أول صورة لكوكب عطارد بالأبيض والأسود pic.twitter.com/Akj6ZNoxTI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 3, 2021
ومن المقرر أن يُكتفى بوضع "بيبي كولومبو" في مدار عطارد عام 2025 لأن الوصول إلى أصغر كواكب النظام الشمسي بالغ الصعوبة.
والتقطت كاميرات المركبة صورًا بالأبيض والأسود خلال تحليقها فوق عطارد، ولكن بعدما وصلت إلى الجانب الليلي من الكوكب، لم تكن الظروف "مثالية" لالتقاط الصور مباشرة من النقطة الأقرب (199 كيلومترًا)، وكانت أقرب الصور التي نجحت في التقاطها من مسافة نحو 1000 كيلومتر، على ما أوضحت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان.
Hello, Mercury! This splendid view of part of Mercury's northern hemisphere was captured by @ESA_MTM about 10 mins after #MercuryFlyby close approach, from a distance of 2420km. https://t.co/jjGKrsQXDH#ExploreFarther pic.twitter.com/EMhMJ5tKiN
— Bepi (@ESA_Bepi) October 2, 2021
وتظهر في هذه الصور حفر ارتطام كبيرة على السطح تكونت بفعل انصباب حمم بركانية ضخمة قبل مليارات السنين.
وعلّقت مديرة عمليات المركبة إلسا مونتانيون بالقول: "إنه لأمر مدهش أن نرى أخيرًا الكوكب الذي يشكّل هدفنا".
ومن المفترض أن تدرس الأدوات العلمية التي تحملها هذه المركبة الفضائية تكوين عطارد سعيًا إلى حل لغز هذا الكوكب المحترق، وهو خضع لأقل قدر من الاستكشاف بين الكواكب الصخرية الأربعة في النظام الشمسي.
مهمات بالغة الدقة
وتم التخطيط لـ5 رحلات جوية أخرى فوق عطارد قبل الوجهة النهائية للمهمة، في مسار معقد سيشهد أيضًا تحليق القمر الاصطناعي فوق كوكب الزهرة والأرض.
وتلحظ مهمة "بيبي كولومبو" 5 عمليات تحليق أخرى فوق عطارد قبل بلوغ القمر الاصطناعي وجهته النهائية خلال مسار متشابك يشمل كذلك تحليقه فوق كوكب الزهرة والأرض.
ولم يكن ممكنًا إطلاق القمر الاصطناعي مباشرة نحو عطارد، إذ إن جاذبية الشمس القوية تستلزم إجراء مناورة عملاقة لكبح السرعة بهدف النجاح في وضعه في المدار، ما يتطلب كمية كبيرة من الوقود لمركبة فضائية بهذا الحجم.
ومن هنا، كان خيار توجيهه في مسار غير مباشر واستخدام الجاذبية الطبيعية للأرض ثم لكوكب الزهرة ما سيسمح للقمر الاصطناعي بالتباطؤ "الطبيعي" خلال رحلته.