أثارت مذيعة تعمل في قناة "سكاي نيوز" البريطانية غضب السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة وعضو الكنيست داني دانون، في ملف ما يسمّيه الاحتلال بالهجرة الطوعية لأهالي غزة.
وفي سياق حوارها مع ضيفها، استخدمت المذيعة بيل دوناتي مصطلح "الإبادة الجماعية" عند الحديث عن الغزيين، ما دفع الضيف الإسرائيلي إلى التهجّم عليها واتهامها بالعنصرية والانحياز ومعاداة السامية.
وخلال حديثها قالت دوناتي لدانون: "لقد اقترحت التطهير العرقي لبعض سكان غزة إلى الدول الغربية التي قد تقبل اللاجئين"، لكن دانون قال إنه يقصد "هجرة طوعية وليس تطهيرًا عرقيًا".
فردّت المذيعة: "أعتقد أن هذا النوع من النقل الطوعي للعديد من اليهود خلال المحرقة لم يكن طوعيًا"، فاعترض عضو الكنيست قائلًا: "كيف يمكنك حتى المقارنة؟ عار عليك بسبب هذه المقارنة".
واستمرّت المشادة الكلامية بين المذيعة وعضو الكنيست حتى نهاية اللقاء، واتهمها دانون بأنّها "دنّست ذكرى المحرقة".
وعلى الفور، أخذت القناة زمام المبادرة، حيث اعتذرت للضيف الإسرائيلي في بيان رسمي، أشارت فيه إلى أنّ القناة تُدرك عدم ملاءمة هذه المقارنة تمامًا، والطبيعة المسيئة لتلك التعليقات.
أما الإسرائيلي دانون فوجّه خطابًا رسميًا باسم الكنيست الإسرائيلي، باعتباره نائبًا عن حزب "الليكود"، إلى القناة يُطالب فيه القناة بإنهاء خدمات المذيعة.
سجال حاد في "حزب العمال"
وفي بريطانيا أيضًا، شهدت أروقة حزب "العمال" سجالًا حادًا بشأن ملف غزة، انتهى بإحالة النائبة كيت أوسامور للتحقيق مع تجميد عضويتها، لأنّها وصفت ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية.
وعلّق الصحفي البريطاني أوين جونز على الموقف، قائلًا: "أعلى محكمة في الأرض وضعت إسرائيل قيد المحاكمة بسبب إبادة جماعية محتملة، أما كيت أوسامور فقد علّقت عضويتها بسبب إشارتها إلى ما يجري في غزة باعتباره إبادة جماعية .. يا للمفارقة".
واتخذ "حزب العمال" بزعامة كير ستارمر، مرارًا مواقف داعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة، مثل تشديد الحصار وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء عن السكان، وهو ما صنّفه حقوقيون بالتواطؤ في جرائم الحرب على المدنيين.
كما علّق الحزب عضوية النائب البارز آندي ماكدونالد، لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، مع إحالته للتحقيق بعد كلمة ألقاها في مظاهرة مؤيدة لفلسطين، دعا فيها إلى تحقيق العدالة للجميع.
