اشتهر الجندي الإسرائيلي البريطاني ليفي سيمون الذي حارب داخل قطاع غزة بمقاطع يتفاخر فيها بـ"إنجازاته" هناك، لكنه تسبّب أخيرًا في "فضح" نشاطات جمعية يهودية في لندن.
ومن بين مقاطع الفيديو التي عرف من خلالها، لقطة ظهر فيها وهو يقول: "أنا داخل غزة أرفع العلم الإسرائيلي في إحدى المدارس التي يدرّسون فيها الإرهاب.. سيبدؤون بتعليم العبرية في هذه المدرسة قريبًا جدًا".
أما نشاطات الجمعية المرتبطة به، فقد فضح أمرها بعد تنظيم زيارة للجندي سيمون إليها ليتبيّن أنها تعمل على استدراج الفتيان لتجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.
ما قصة جمعية "نادي الفتيان"؟
وفي التفاصيل، دعت جميعة "نادي الفتيان" اليهودية في لندن التي تعنى بدعم الشباب الذين يعانون من أزمات نفسية، الجندي الإسرائيلي ليفي سيمون إلى زيارة رسمية لمقابلة المراهقين من أجل "إلهامهم".
واتضح لاحقًا أن الجمعية ما هي إلا غطاء لتجنيد الشباب في الجيش الإسرائيلي، في حين يعرّف "نادي الفتيان" في لندن نفسه عبر موقعه الإلكتروني بـ"الجمعية الخيرية اليهودية الوحيدة المكرسة لدعم الفتيان والشباب المحرومين".
وتتابع الجمعية مدّعيةً أنها "الملاذ الآمن للمراهقين المنفصلين عن الأسرة والمجتمع"، وعملت لسنوات في "هندون" شمالي لندن.
لكن دعوتها الجندي العائد من غزة مؤخرًا للمشاركة في أنشطتها أثارت غضب المجتمع المحلي الذي اتهمها بـ"تمجيد الإرهاب"
فقد نُظّمت يوم 17 يناير/ كانون الثاني الجاري وقفة احتجاجية في لندن ضدّ نشاطات هذه الجمعية، حيث أكّدت إحدى الناشطات المشاركات أن "في نادي الفتيان يعلمون الأطفال تمجيد الإرهاب".
استقطاب "مرتزقة"
كما وضعت الجمعية نفسها تحت المجهر وعرّضت نفسها للتحقيق، ليتضح أن لديها فرعًا في القدس المحتلة اسمه "نادي الكهف"، بحسب ما نقل موقع "ميدل إيست آي".
وبحسب تقرير الموقع فإن الجمعية بفرعيها تعمل لمصلحة برنامج "الجندي الوحيد" التابع للجيش الإسرائيلي، ومن خلال أنشطتها مع المدارس والجامعات "تستقطب الجمعية الفتيان والشبان المهاجرين والأيتام ومن يعانون من أزمات مالية، واجتماعية، ونفسية، وتوفر لهم فرصًا داخل إسرائيل غير متاحة في بريطانيا".
وفور تأهيلهم وانخراطهم في الجيش أو الشرطة داخل إسرائيل يحصل "الجنود الوحيدون" على امتيازات وأجور مرتفعة وإعفاءات ضريبية.
وساهمت جهود التجنيد هذه في تجاوز عدد "الجنود الوحيدين" الـ 7 آلاف جندي في الجيش الإسرائيلي، بحسب أرقام نقلتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وينحدر معظم هؤلاء المجندين من بريطانيا، ودول أوروبية، وروسيا، والولايات المتحدة، في حين تبلغ نسبة اليهود منهم 20% فقط.
هذه الأرقام تعني أن النسبة الكبرى من المنخرطين في الوحدات القتالية على جبهة الحرب في غزة ليسوا سوى "مرتزقة".