يعرف الكثيرون أشخاصًا يتحدثون أثناء نومهم أو ربما سمعوا عنهم. ورغم أن الكلام أثناء النوم هو أكثر شيوعًا عند الأطفال، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي عمر.
وبحسب موقع "لايف سينس"، فقد أشارت دراسة نُشرت عام 2010 في مجلة "سليب ميديسن" إلى أن حوالي ثلثي الأشخاص يتحدثون أثناء النوم في مرحلة البلوغ.
ماذا يعني الكلام أثناء النوم؟
لا يعتبر الكلام أثناء النوم اضطرابًا في النوم ولكنه اختلاف طبيعي في سلوك الإنسان أثناء النوم. يضعه التصنيف الدولي لاضطرابات النوم ضمن "أعراض منعزلة، أي متغيرات طبيعية"، إلى جانب أشياء مثل الشخير والاهتزاز المفاجئ أثناء النوم.
ورغم أن التحدث أثناء النوم ليس اضطرابًا، لكن يمكن أن تكون له تأثيرات غير مرغوب فيها على نوم الشخص وعلى من يشاركه الغرفة أو السرير.
ويعني الكلام أثناء النوم إصدار أصوات قد تكون عبارة عن كلمات أو عبارات كاملة أو تمتمات أو صراخا أو حتى ضحكا.
ويشهد معظم الأطفال نوبات ثرثرة ليلية رغم أن الحديث أثناء النوم يمكن أن يتكرر لاحقًا في الحياة، بسبب الإجهاد أو الحرمان من النوم، وفقًا لأستاذة الطب ورئيسة الأميركية لطب النوم جينيفر مارتن.
هل يقول الناس الحقيقة أثناء النوم؟
وغالبًا ما يكون أكثر من نصف الحديث أثناء النوم غير مفهوم، وفقًا لتسجيلات صوتية من دراسة نشرت عام 2017 في مجلة "سليب". ووجدت الدراسة نفسها أنه من بين 3349 تسجيلًا مفهومًا، كانت الكلمة التي قالها معظم المتحدثين أثناء النوم هي "لا".
وأوضحت مارتن لموقع "لايف سينس" أن فكرة أن الناس يقولون الحقيقة عندما يتحدثون أثناء نومهم هي خرافة. وقالت: "لا يبدو أن الأمر هو أن الناس يقولون أسرارهم الداخلية العميقة المظلمة".
ولفتت مارتن إلى أن معظم الحديث أثناء النوم لا علاقة له بالحلم، لأنه يحدث عندما يكون الناس في مرحلة من النوم تسمى حركة العين غير السريعة حيث يكون الدماغ هادئًا نسبيًا.
وشرحت المتخصصة أنه أثناء نوم حركة العين السريعة، يُصاب الجسم بالشلل بشكل فعال لمنع التمثيل الناتج عن الأحلام. وهذا الشلل يجب أن يمنع الناس من الكلام.
وقالت: "هناك حالة نوم تسمى اضطراب سلوك حركة العين السريعة حيث إن النظام الذي يشل عضلات الجسم لا يعمل بشكل صحيح".
أهمية التشخيص المبكر
من جهته، لفت الدكتور إريك سانت لويس، رئيس قسم طب الأعصاب أثناء النوم في "مايو كلينيك" في مينيسوتا، إلى أهمية التشخيص المبكر. وقال لموقع "لايف سينس": "إنه غالبًا ما يتطور اضطراب سلوك حركة العين السريعة إلى سلوكيات نوم عنيفة مثل الصراخ واللكم مما قد يؤدي إلى إصابة المريض أو شريكه في الفراش". وأضاف: "قد يكون أيضًا العرض الأولي لمرض باركنسون أو الخرف لدى كبار السن".
ولفت لويس اعتمادًا على ورقة بحثية نُشرت عام 2017 إلى أن خصائص الحديث أثناء النوم وتضم اللغة والأنماط والنحو والدلالات، تتبع نفس القواعد التي تتبعها المحادثات اليومية للناس وبالتالي فهي مفهومة. واعتبر لويس أن هذه الاكتشافات تزيد من فهم أطباء الأعصاب للدماغ النائم والغرض من النوم نفسه. كما خلصت بعض الأبحاث إلى أن الحديث أثناء النوم قد يكون أمرًا وراثيًا.
أهمية النوم
وقالت مارتن إن التحدث أثناء النوم إضافة إلى سلوكيات النوم الأخرى مثل المشي والشخير، يصبح أسوأ عندما لا ينام الشخص لوقت كاف. وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 ونُشرت في مجلة "جورنال أوف سليب ريسيرتش" أن الحرمان من النوم يزيد من الاضطراب في نوم الموجة البطيئة، مما قد يؤدي إلى التحدث أو السير أثناء النوم.
وتشير الدراسات إلى أن مقدار النوم الذي يحتاجه الفرد يعتمد على العمر ومستوى النشاط والصحة العامة ونمط الحياة. لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصي بالنوم من سبع إلى تسع ساعات للبالغين، وعشر ساعات للمراهقين وبين 14 و17 ساعة لحديثي الولادة.