استأنفت العاصمة الأوكرانية كييف الخدمات الأساسية السبت، بعد أحدث موجة من الضربات الجوية الروسية التي استهدفت البنية التحتية الحيوية، وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الكهرباء عادت إلى ما يقرب من ستة ملايين شخص في البلاد.
لكن فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف أشار إلى أن ربع العاصمة لا يزال بدون تدفئة، فيما عادت شبكة المترو في المدينة إلى الخدمة، كما أعيد توصيل إمدادات المياه لجميع السكان بحلول صباح اليوم الأحد.
قصف عنيف يطال البنية التحتية
وكتب على تطبيق تيليغرام أن نحو ثلث المدينة فقط لا يزال بدون كهرباء، ولكن سيستمر تطبيق الانقطاعات الدورية في حالات الطوارئ لتوفير الطاقة "لأن عجز الكهرباء كبير".
فبين الأقبية وعند محطات المترو، هرب سكان أوكرانيا ليل الجمعة للاحتماء من القصف الروسي الأعنف منذ بدء الحرب الذي استهدف البنى التحتية ومنشآت الطاقة والمباني السكنية في مدن وبلدات مختلفة منها العاصمة كييف.
وأعلنت السلطات العسكرية في كييف التصدي للهجوم عبر إسقاطها 37 صاروخًا من أصل 40 كانت قد استهدفت روسيا بهم العاصمة.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت أكثر من 70 صاروخًا على أوكرانيا الجمعة مما أدى إلى حالات انقطاع طارئ للتيار الكهربائي على مستوى البلاد.
مشكلات في إمدادات حيوية
وقال زيلينسكي في مقطع مصور إن بلاده تمكنت من إعادة الكهرباء إلى ما يقرب من ستة ملايين شخص في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف: "أعمال الإصلاح مستمرة دون انقطاع بعد هجوم أمس الإرهابي... بالطبع هناك الكثير من الجهود اللازمة حتى تستقر المنظومة".
وأوضح أن "هناك مشكلات في إمدادات التدفئة. هناك مشكلات كبيرة في إمدادات المياه"، مضيفًا أن كييف وفينيتسيا ولفيف التي تقع أبعد باتجاه الغرب هي المدن التي تعاني من وضع أصعب.
وفي وقت سابق من الشهر، حذر كليتشكو من سيناريو "نهاية العالم" للعاصمة إذا استمرت الضربات الجوية الروسية على البنية التحتية، لكنه قال أيضًا إنه لا توجد حاجة بعد لإجلاء الناس.
مع دخول الحرب شهرها العاشر.. المعارك في إقليم #دونباس تشتد بين #أوكرانيا و #روسيا والأخيرة تقصف العاصفة #كييف بأكثر من 40 صاروخا 👇 تقرير: محمد شهابي pic.twitter.com/kohZejMmEs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 17, 2022
ووسط ضباب شتوي قاتم يوم السبت، أعاد المسؤولون فتح جسر مشاة شهير تضرر خلال غارة جوية سابقة ووضعوا شجرة عيد ميلاد أصغر من المعتاد في ساحة مركزية.
وجرت العادة على تزيين المساحة الشاسعة أمام كاتدرائية القديسة صوفيا التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، بشجرة عملاقة دائمة الخضرة في عيد الميلاد. لكن هذا العام اختار المسؤولون شجرة اصطناعية بطول 12 مترًا مزينة بأضواء موفرة للطاقة تعمل بمولد بتمويل من مانحين وشركات.
معارك مستمرة في دونباس
في المقابل، يستمر القصف والقصف المضاد في إقليم دونباس حيث تستهدف القوات الأوكرانية المناطق التي تخضع لنفوذ السلطات الموالية لروسيا فتقتل عددا منهم في لوغانسك ودونيتسك.
وقد أعلنت السلطات في دونيتسك الموالية لموسكو إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل بعد أن أطلقت القوات الأوكرانية أكثر من عشر قذائف من صواريخ غراد.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدميرها مخازن أسلحة وصواريخ للقوات الأوكرانية في خاركيف.
من جهة أخرى، يأمر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قادته العسكريين بإجراء تقييم للحرب في أوكرانيا ومعرفة أهمية المساهمات العسكرية البريطانية في الحرب. وهناك مخاوف من أن يتخذ سوناك نهجًا حذرًا تجاه المساعدات العسكرية لأوكرانيا ما قد يؤثر على مجريات الحرب.
بوتين يطلب مقترحات من قادة جيشه
ويأتي ذلك في وقت طلب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قادة جيشه مقترحات بشأن ما يسميه العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا على الأمدين القصير والمتوسط.
ويشير مدير المركز الأردني للدراسات العسكرية والإستراتيجية محمد الثلجي إلى أن الساحة الأوكرانية تشهد صراعين مختلفين يجري الأول عسكريًا بين القوات الروسية وتلك الأوكرانية، أمّا الصراع الثاني فغير مباشر وبدأ يأخذ طابعًا آخر بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة.
ويوضح الثلجي في حديث إلى "العربي" من عمان، أن هذا الصراع بدأ يدفع الديناميكية العالمية باتجاه الهدم وتأجيج سبل الصراع، "لذا تفرض هذه التطورات الخطيرة ولا سيما إمداد الغرب لأوكرانيا بأسلحة نوعية ذات قدرات خاصة ببوتين لإعادة تقييم موقفه السياسي والعسكري".
ويرى أنه في ضوء ذلك "لم يعد بمقدار بوتين تحمّل انتكاسات عسكرية جديدة من شأنها التأثير على مستقبله السياسي ووضع روسيا في زاوية خطيرة، لذا فالمشاركة في اتخاذ القرار تخفف من وطأته".
ويعتبر الثلجي أن دخول أسلحة جديدة يغيّر مسار العمليات العسكرية، حيث قد تلجأ موسكو إلى تكثيف العمليات الجوية أو استهداف مواقع معينة، مؤكدًا أن الموقع الأوكراني العسكري والسياسي يعتمد على الدعم الغربي.