في وقت استبعدت فيه روسيا تحقيق هدنة عسكرية قريبة في أوكرانيا خلال الأعياد، تؤكد واشنطن مواصلة دعم كييف بالأسلحة لصد العملية العسكرية الروسية المستمرة منذ عشرة أشهر تقريبًا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست، أمس الأربعاء، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة تخطط لإرسال معدات إلكترونية تحول الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية.
دقة في الاستهداف
وإذا ما تسلمت كييف هذا الدعم الأميركي الجديد، فإن ذلك سيسمح بدرجة عالية من الدقة في الاستهداف في العمليات القتالية ضد القوات الروسية.
وتزامن ذلك، مع دعوة المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أوكرانيا للتنازل عن الأراضي التي أعلنت روسيا ضمّها إلى سيادتها قبل الشروع في أي مفاوضات دبلوماسية.
واعتبر بيسكوف، أن الأولوية الرئيسة هي حماية "المواطنين" في دونيتسك ولوغانسك، وأن انضمام أراضٍ جديدة إلى موسكو يعتمد على "قرار الناس" على حدّ قوله، في إشارة إلى مقاطعتي أوديسا وتشيرنيهيف.
وأعلنت روسيا في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي ضم أربع مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها بالفعل في عام 2014، دون بسط سيطرتها الكاملة عليها.
دعم بأنظمة "باتريوت"
وجاء ذلك، في وقت، ذكرت في وسائل إعلام أميركية نقلًا عن مسؤولين لم تسمهم، أن الولايات المتحدة، باتت جاهزة لإرسال منظومة صواريخ "باتريوت" الدفاعية إلى أوكرانيا.
وتطلب أوكرانيا من شركائها الغربيين دفاعات جوية، منها أنظمة باتريوت لحمايتها من أي قصف صاروخي روسي ثقيل، بما يشمل القصف على البنية التحتية للطاقة.
وردت موسكو، على تلك الأنباء، بقول بيسكوف، إن منظومة باتريوت الأميركية ستكون هدفًا للقوات الروسية في حال تسليمها لكييف.
وتُصنع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية مثل منظومة باتريوت التي تصنعها شركة "رايثيون تكنولوجي" لاعتراض الصواريخ.
بداية الانخراط بالحرب
وفي هذا الإطار، قال محمود مطر، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن من يتابع تفاصيل الحرب الروسية الأوكرانية، يجد أن الغطاء الجوي الأوكراني ضعيف جدًا، مما يجعل القوات الروسية قادرة على استهداف جميع الأهداف سواء البنى التحتية أو القيادات العسكرية والمستودعات.
وأضاف مطر في حديث إلى "العربي" من لوسيل، أن روسيا تسعى لإضعاف الجبهة الداخلية الأوكرانية، ولا تستطيع أن تدعم الجبهة العسكرية.
#الناتو يرجّح نية #روسيا تعليق القتال في #أوكرانيا خلال الشتاء تمهيدا لشن هجوم أوسع في الربيع المقبل تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/C6sbww6Jqa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 8, 2022
ولفت مطر، إلى أن نظام "باتريوت" ليس نظام دفاع جوي متكامل بل هو مكمل للدفاعات الجوية الأخرى، وقد صمم لمعالجة الطيران الحربي فائق السرعة، وعندما طور ليصبح مقاومًا للصواريخ البالستية متوسط المدى وقصيرة المدى حتى وصل لدرجة استهداف أي أجسام مشبوهة.
وأردف قائلًا: "نظام باتريوت سيشكل عائقًا كبيرًا أمام الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا، وللطيران الروسي وللصواريخ البالستية، لكن لن يكون له تأثير كبير على الطيران المسير ذو الأحجام الصغيرة.
واعتبر مطر، "أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعون لعمل نظام تكامل واحد للدفاع الجوي، بحيث يكون مكملًا للأنظمة الأخرى وبذلك سيتحسن وضع أوكرانيا وسيكون هناك إمكانية لمقاومة الجبهة الداخلية".
وقال الخبير العسكري إن هناك "خشية لدى الغرب من تصعيد الموقف في أوكرانيا، لكن تقديم واشنطن نظام باتريوت لكييف، يعني بداية الانخراط بالحرب، ولذلك فإن الموقف سيتصاعد بدليل تهديد موسكو باستهداف هذه الأنظمة داخل الأراضي الأوكرانية، كون روسيا تحارب دولة حدودية".
وأضاف: "هناك هدف يتمثل بإطالة أمد الحرب وأن يكون هناك استنزاف لروسيا مع الزمن مما يؤدي إلى إضعافها، هذا فضلًا عن كون المواجهة بين موسكو والغرب قد تتطور".