الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

"المادة الخامسة" أبرزها.. ما هي شروط الانضمام إلى حلف الناتو؟

"المادة الخامسة" أبرزها.. ما هي شروط الانضمام إلى حلف الناتو؟

شارك القصة

نافذة إخبارية حول قرار فنلندا الانضمام إلى الناتو (الصورة: غيتي)
يتعيّن على الأعضاء المحتملين إرسال خطاب نوايا إلى الناتو، وبافتراض موافقته يتم إجراء محادثات بشأن مجموعة من القضايا السياسية والدفاعية والقانونية والتقنية.

في عام 1949، تأسس حلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال فترة الحرب الباردة، لمواجهة "حلف وارسو" والاتحاد السوفييتي سابقًا. وتوسّع لاحقًا بعد انهيار حلف وارسو، وانتهاء الحرب الباردة، وارتفع عدد الدول المنضوية فيه من 12 دولة عام 1949، إلى 30 دولة اليوم. وكانت مقدونيا الشمالية آخر المنضمين إلى الحلف عام 2020.

ومن المرجّح أن يرتفع العدد إلى 32 دولة مع إعلان فنلندا والسويد أنهما ستقدمان طلبًا للانضمام إلى الحلف، وسط تأييد كبير للخطوة من دول الحلف الأخرى.

لماذا تسعى الدول للانضمام إلى "الناتو"؟ 

ذكرت مجلة "إيكونوميست" الأميركية أن عامل الجذب الأساسي للانضمام إلى الحلف هو المادة 5 من معاهدة واشنطن، الوثيقة التأسيسية لحلف الناتو، والتي تحدّد وعد الدفاع المتبادل، وتتحدث عن أن "أعضاء الحلف يتّفقون على أن أي هجوم مسلّح ضد واحدة من الدول أو أكثر منهم في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجومًا ضد كل الدول".

وأضافت أنه غالبًا ما يؤخذ هذا على أنه ضمانة للدفاع عسكريًا عن حليف يتعرّض للهجوم؛ لكن في الواقع، يلتزم العضو فقط بـ "المساعدة" واتخاذ "الإجراءات التي يراها ضرورية" لاستعادة الأمن في منطقة شمال الأطلسي أو الحفاظ عليه. وقد يشمل هذا، أو لا يشمل، القوة المسلحة.

لا تتطلّب عضوية "الناتو" من الدول تبنّي تشريعات معينة في قوانينها المحلية شرطًا للانضمام إلى الحلف، على غرار ما يحدث في الاتحاد الأوروبي.

وتؤكد المادة 10 من معاهدة واشنطن، أنه يجوز للحلفاء أن يدعوا بالإجماع "أي دولة أوروبية أخرى في وضع يمكنها من تعزيز مبادئ هذه المعاهدة والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي".

أوضحت المجلة أن الحصول على العضوية هو "إلى حد كبير مسألة تقديرية سياسية، وقبل كل شيء يخضع لرغبة الولايات المتحدة، أكبر مساهم في الحلف والضامن النهائي له، والتي توسّع ردعها النووي من خلاله".

وكانت اليونان وتركيا، على الرغم من حكمهما في أوقات مختلفة من قبل المجالس العسكرية، عضوين منذ عام 1952. ولكن مع انضمام إسبانيا عام 1982، أصبحت عضوية الناتو أكثر تشابكًا مع التحول الديمقراطي في أوروبا، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وهكذا تطوّرت عضوية "الناتو" إلى عملية أكثر رسمية مع معايير مقبولة.

وفيما يتبع الحلف سياسة "الباب المفتوح"، والتي بموجبها يقدّم الحلف آفاق العضوية لجميع الدول الأوروبية الراغبة والقادرة على الانضمام، تشمل المتطلبات المحددة في وثيقة توسيع حلف الناتو عام 1995: نظامًا سياسيًا ديمقراطيًا فاعلًا يعتمد على اقتصاد السوق؛ والمعاملة العادلة للأقليات؛ والالتزام بالحل السلمي للنزاعات؛ والقدرة والاستعداد لتقديم مساهمة عسكرية لحلف الناتو؛ والسيطرة المدنية على القوات العسكرية.

وبعد انضمام بولندا والمجر وجمهورية التشيك عام 1999، أطلق الناتو "خطة عمل العضوية" (MAP) لمساعدة الدول الأخرى الطامحة للعضوية. وبالنسبة للعديد من البلدان، أصبحت عضوية الناتو، خطوة نحو عضوية الاتحاد الأوروبي.

ووعد أعضاء الناتو بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن هذا الهدف ليس ملزمًا ، ولا يزال معظم الحلفاء قاصرون عن تحقيقه.

ما هي شروط عضوية الناتو؟

يتعيّن على الأعضاء المحتملين إرسال خطاب نوايا إلى الناتو، وبافتراض موافقته، يتم إجراء محادثات بشأن مجموعة من القضايا السياسية والدفاعية والقانونية والتقنية.

وبعد ذلك، يضع الناتو بروتوكولات الانضمام التي يمكن أن يوقّعها الوزراء أو السفراء لدى الناتو. وحتى لو أمكن اتخاذ هذه الخطوات الأولية بسرعة، في غضون أسابيع قليلة، تتطلب العضوية تصديق جميع أعضاء الناتو الحاليين، الأمر الذي قد يستغرق شهورًا.

وعزت مجلة "إيكونومست" تراجع توسع الناتو في السنوات الأخيرة إلى سببين هما: الأول هو الصراعات المتشابكة في غرب البلقان، فقد انضمت مقدونيا الشمالية فقط بعد تسوية نزاع طويل الأمد مع اليونان بشأن اسمها الرسمي، ولا تزال البوسنة والهرسك، التي مزّقتها التوترات الداخلية، تنتظر موافقة الحلف على طلبها.

أما السبب الثاني فهو عداء روسيا ورفضها لانضمام جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلى هذا الحلف، ولا سيما جورجيا وأوكرانيا.

في قمة بوخارست عام 2008، اتفق الحلفاء في "الناتو" على حل وسط محرج: لم يتم قبول جورجيا وأوكرانيا رسميًا في خطة عمل البحر المتوسط، ولكن قيل لهما بشكل غامض إنهما "ستصبحان أعضاء في الناتو".

وفي وقت لاحق من ذلك العام، شنت روسيا حربًا قصيرة ضد جورجيا لدعم المناطق الانفصالية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وبالمثل في أوكرانيا، وردًا على ثورة الميدان عام 2014، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، وأثارت ثورة انفصالية أدت إلى إنشاء ما يُعرف بجمهوريتي "دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين.

وأدت الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، إلى تغيير عميق في طريقة التفكير في الغرب، حيث باتت روسيا تشكّل، مرة أخرى، تهديدًا خطيرًا، كما يزداد الإنفاق الدفاعي في أوروبا، ولا سيما في ألمانيا؛ وسط تدفّق الاسلحة إلى أوكرانيا.

وتعتبر فنلندا والسويد أحدث الدول التي تسعى للانضمام إلى الحلف. وعلى الرغم من سياسة الحياد التي انتهجتها الدولتان، فإن كلًا من فنلندا والسويد كانتا مقربتين من الناتو، لا سيما منذ عام 2014، حيث أرسلتا جنودًا إلى أفغانستان، وشاركتا في مناورات الناتو، وتبادلتا المعلومات الاستخباراتية، وانضمتا إلى اجتماعات الحلف.

ويتوقّع مسؤولو "الناتو" أن العملية بالنسبة لفنلندا والسويد ستكون أسرع بكثير من المعتاد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات