أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس الإثنين، مبادرة سلام جديدة لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات السياسية. وفيما رحّبت الحكومة اليمنية بهذه المبادرة، اعتبرها الحوثيون "غير جادّة".
وتوالت ردود الفعل الدولية على المبادرة، فقد دعا مجلس التعاون الخليجي جميع الأطراف اليمنية إلى الاستجابة للمبادرة السعودية، كما رحّبت وزارة الخارجية القطرية بها، وأكدت موقف الدوحة الداعي إلى حلّ الأزمة اليمنية.
لكن، بُعَيد الإعلان عن المبادرة، تواصل التصعيد الميداني في مختلف الجبهات المفتوحة على أرض اليمن.
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" أنّ معارك طاحنة اندلعت بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة حجة شمالي البلاد.
ويشهد اليمن نزاعًا داميًا منذ دخول الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، تصاعد في مارس/ آذار 2015 مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
اليمن يحتاج إلى حل سياسي
وبحسب الصحافي في رئاسة الجمهورية اليمنية ياسر الحسني، فإنّ ما دفع المملكة العربية السعودية لتقديم هذه المبادرة هو الوضع الإنساني المتردّي في اليمن، واستمرار الحرب فيها منذ أكثر من ستّ سنوات.
ويعتبر الحسني، في حديث إلى "العربي"، أنّ اليمن يحتاج إلى حل سياسي لأن الحلول العسكرية لم تجد طريقًا ناجحًا حتى الآن، واصفًا الخطوات التي أقدمت عليها السعودية بـ"الشُجاعة من خلال الإعلان عن فتح مطار صنعاء الدولي وإدخال المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وفتح حساب بنكي مشترك".
ويذكّر الحسني أنّ الحكومة الشرعية سبق أن طرحت مثل هذه المبادرة قبل سنتين، من خلال فكرة فتح مطار صنعاء، حتى إن اتفاق ستوكهولم وضع آلية لإدخال المشتقات النفطية، لكن جماعة الحوثي لم تتجاوب، وإنما استولت على الأموال وفق ما وثّق تقرير لجنة الخبراء الصادر هذا العام.
هل تعود جماعة الحوثي عن رفضها؟
وإذ يرى الصحافي في رئاسة الجمهورية اليمنية أنّ "المبادرة طيّبة لإنهاء الحرب والعودة إلى المشاورات السياسية"، يؤكد أنّ القيادة السعودية عرضتها على الحكومة الشرعية في اليمن قبل إعلانها، كما ناقشت بنودها أيضًا "مع الحلفاء في التحالف العربي والأصدقاء".
ويلفت الحسني إلى أنّ "الحكومة ترحب بكل المبادرات التي من شأنها إنهاء الحرب، منذ الانقلاب الحوثي، ولكن ميليشيات الحوثي هي من ترفض"، موضحًا أنّ "الحكومة الشرعية تتحمل مسؤولية الشعب اليمني وتشعر بمعاناة المواطنين، بخلاف الحوثيين".
ورغم ذلك، يعتبر الحسني أنّ "الوقت لا يزال مبكرًا" للحكم على المبادرة، فبرأيه يمكن أن تعود جماعة الحوثي عن رفضها لها "ولو بضغوط خارجية". لكنه يخشى تكرار "سيناريو كان يحصل سابقًا، حيث تقبل جماعة الحوثي بالمبادرات ثمّ تستغلّها لترتيب وضعها على الأرض".