باتت ظاهرة انتشار المخدرات في العراق تُهدّد فئة الشباب التي يعول عليها في بناء المستقبل البلاد.
وتعود صعوبة محاصرة هذه الآفة والقضاء عليها لعدة عوامل منها، ارتفاع نسب البطالة والفقر، بالإضافة إلى الإهمال والفساد وضعف المراقبة، فضلًا عن الظروف الاقتصادية التي خلّفتها جائحة كوفيد-19.
كيف بدأت ظاهرة المخدرات في العراق؟
وبدأت ظاهرة انتشار "المخدرات" بالتفاقم في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، إذ كانت بغداد وقتها مجرد معبر لتلك المواد. إلا أن الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد أدى إلى اتساع تلك التجارة ووصولها إلى حدود غير مسبوقة.
وتُعد مادة الـ"كريستال ميث" أكثر رواجًا في العراق، بالإضافة إلى مواد مخدرة أخرى ومؤثرات عقلية بينها "الحشيش" و"الكبتاغون"، إذ يكثر تعاطي تلك المواد بين الشباب العراقي، خصوصًا الفئات العمرية بين 17 و35 عامًا، بحسب مفوضية حقوق الإنسان العراقية.
وفي السياق، أشارت تقارير إلى أن منفذ الشلامجة الحدودي بين العراقي وإيران في محافظة البصرة يُعد أبرز منافذ تهريب المخدرات في البلاد، كما أصبحت هذه الآفة تشكل عبئًا أمنيًا على السلطات العراقية في مختلف المناطق الحدودية مع إيران من شمال العراق إلى جنوبه.
بدورها، ذكرت منظمة "عراق خال من المخدرات"، أن نسب التعاطي باتت مقلقة مع تجاوزها حدود الـ 40% بين صفوف الشباب الذي تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عامًا، مشيرة إلى أن الفئة العمرية التي تتعاطى المخدرات هي بين 15 و25 عامًا.
ولم تعد المخدرات محصورة فقط بما يهرَّب عبر الحدود مع الجارة إيران تحديدًا، بل أصبحت أنواع منها تُزرع محليًا لا سيما الحشيشة والخشخاش.
وتعجز السلطات العراقية عن مواجهة وحل آفة تعاطي المخدرات في البلاد، مع تواتر أنباء أن تجارة المخدرات تُدار من قبل ميليشيات مسلحة وأحزاب سياسية نافذة.