نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر في البيت الأبيض، أن حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن عرضت على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اللجوء السياسي مقابل التنحي عن رئاسة البلاد، مضيفة أن مادورو وكبار المسؤولين "سيواجهون تهمًا جنائية في المستقبل".
يأتي ذلك، على وقع دعوة زعيمة المعارضة الفنزويليّة ماريا كورينا ماتشادو أمس الأحد، إلى التظاهر السبت 17 أغسطس/ آب للاعتراف بـ"انتصار" المعارضة في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة.
لجوء سياسي
الصحيفة الأميركية أشارت إلى محاولة واشنطن إقناع مادورو وكبار المسؤولين بالاستقالة قبيل بدء الولاية الرئاسية الجديدة في يناير/ كانون الثاني القادم، مقابل الحصول على اللجوء السياسي. ونقلت عن المصدر أن الولايات المتحدة ستتعهد بـ"عدم إعادة مادورو وكبار المسؤولين "إلى فنزويلا، إذا تمت محاكمتهم من قبل السلطات القضائية بالبلاد في المستقبل".
وأفادت "وول ستريت جورنال" بأنّ "المحادثات السرية" بين الولايات المتحدة وحكومة مادورو كانت بمثابة أمل للمعارضة، التي تزعم فوزها في الانتخابات التي جرت في 28 يوليو/ تموز الماضي، بفارق كبير ورفضت نتائج الانتخابات".
وذكرت الصحيفة أنّ مسألة "تنحي مادورو" كانت مطروحة على جدول أعمال محادثات "الاتفاق السري"، التي عقدت بين الولايات المتحدة وفنزويلا العام الماضي، موضحة أن مادورو حينها رفض مناقشة مسألة تنحيه.
من جانبها، نقلت صحيفة "ماكلاتشي" الأميركية عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الولايات المتحدة لم تقدّم أي عرض لمادورو، لكنها مستعدة لمناقشة كل الاحتمالات "من أجل إخراج البلاد من الوضع الذي وصلت إليه".
وذكر المسؤول الأميركي أنهم يعملون على عدد من الخيارات للضغط على مادورو للاعتراف بـ"النتائج الحقيقية للانتخابات". وقال إن "المسؤولية تقع على عاتق مادورو والسلطات الفنزويلية لتوضيح نتائج الانتخابات".
وفي 28 يوليو/ تموز الماضي، شهدت فنزويلا انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، بحصوله على 51.20% من الأصوات. رفضت المعارضة النتائج، وادّعت أن بيانات مجلس الانتخابات الوطني ليست صحيحة وأن النتائج حصل فيها تزوير. وإثر ذلك شهدت البلاد احتجاجات واسعة أدت إلى مقتل جندي و17 مدنيًا.
واعترفت الولايات المتحدة في الثاني من أغسطس الجاري بمنافس مادورو ومرشح المعارضة إدموندو غونزاليس فائزًا، رافضة زعم مادورو فوزه.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: "نظرًا للأدلة الكاسحة، من الواضح للولايات المتحدة، والأهم من ذلك للشعب الفنزويلي، أن إدموندو غونزاليس أوروتيا فاز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، التي جرت بفنزويلا في 28 يوليو".