اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لا تزال "حتى الآن العائق الأكبر" أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة.
وصرح بايدن للصحافيين في قمة مجموعة السبع: "قدمت اقتراحًا وافق عليه مجلس الأمن ومجموعة السبع والإسرائيليون، والعائق الأكبر حتى الآن هو حماس التي ترفض التوقيع رغم أنهم اقترحوا شيئًا مماثلًا"، حسب قوله.
"على حماس التحرك"
ومع ذلك، دعا بايدن، حركة حماس، إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أنه لم يفقد الأمل.
ولدى سؤال بايدن عما إذا كان واثقًا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس في إسرائيل قريبًا، أجاب قائلًا: "لا"، لكنه استدرك: "لم أفقد الأمل، لكن الأمر سيكون صعبًا". وأضاف للصحفيين "حماس... عليها أن تتحرك".
ويتوسط مفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان بايدن قد أعلن عن مقترح إسرائيلي من ثلاثة مراحل لوقف إطلاق النار في غزة في مايو/ الماضي، وقد ردّت المقاومة بإضافة تعديلات على نص المقترح.
وكانت حماس اقترحت ليل الثلاثاء تعديلات ردًّا على الخطة التي طرحها بايدن في 31 مايو/ أيار. وتشمل التعديلات جدولًا زمنيًا لوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وتنص خطة بايدن التي تبناها مجلس الأمن الدولي، في المرحلة الأولى على وقف فوري لإطلاق النار لستة أسابيع والإفراج عن أسرى محتجزين لدى المقاومة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، و"انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة".
"التعديلات المطلوبة ليست كبيرة"
وفي هذا السياق، يشير نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إلى أن التعديلات التي أجريت على المقترح ليست كبيرة، لافتًا في حديث إلى "العربي" إلى وجود موقف إسرائيلي متشدد، ومعتبرًا أن الولايات المتحدة شريك في هذا الموقف.
وقال الهندي: "نحن فصائل المقاومة نتحدث عن وقف دائم لإطلاق النار وعن وقف للجرائم، وليس لمرحلة مؤقتة".
كما أكد أن المقاومة تريد انسحابًا كاملاً لجنود الاحتلال من قطاع غزة، معتبرًا أن "إسرائيل والولايات المتحدة تريدان أن تكون هذه المسألة مبهمة في النص، فيما يفسّر الرئيس الأميركي الأمر بأن هذا المقترح يؤدي إلى وقف العدوان".
لكن الهندي يؤكد أنه يجب أن يكون هناك نص واضح لا لبس فيه. ويقول: "نعرف أن إسرائيل مخادعة ويمكن أن تعود للعدوان في أي وقت".
كما يرى الهندي أن "هذه الحرب مصيرية وستحدد مصير فلسطين والمنطقة، لذلك تحاول إسرائيل والولايات المتحدة كسر الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول للعدوان".
ويعتبر أن صحوة الرأي العام العالمي نصرة لفلسطين وصمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية قد أحدثت تصدعًا في الجبهة.
ويقول: "هم فشلوا في الميدان ويحاولون أن يمرّروا ألاعيبهم من خلال نصوص معينة"، رافضًا البند الذي ينص على التهدئة لمدة 42 يومًا والذي يتيح لإسرائيل معاودة العدوان في حال فشلت المفاوضات".
ضمانات مكتوبة
ويؤكد: "نحن نريد ضمانات مكتوبة بأن إسرائيل لن تعاود العدوان على قطاع غزة".
كما يرى نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن نص المقترح يشرع تواجد الاحتلال في غزة، وهو ما ترفضه فصائل المقاومة. ويقول: "نريد في نهاية المطاف انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة".
وبشأن طبيعة الضمانات التي تطلبها فصائل المقاومة، يؤكد الهندي أن المقاومة تعلم أن إسرائيل قد تكسر أي ضمانات، كما فعلت في مرات سابقة، مشيرًا إلى أن قدرة إسرائيل على كسر الضمانات قد تضررت.
ويلفت إلى دوافع جديدة لدى الشباب الفلسطينيين للاستمرار في هذا الصراع رغم الإمكانيات الضعيفة مقارنة بإمكانيات الاحتلال.
ضمانة أممية
ويؤكد أن إسرائيل "ليست كما كانت"، حيث أن الجيش الذي كان يرعب المنطقة يغرق في رمال غزة ولا يستطيع أن يحقق نصرًا أو حتى تعادلًا. كما أن حسابات إسرائيل اختلفت في ظل التصدع الداخلي.
ويرى الهندي أن الضامن الوحيد هو صمود الشعب الفلسطيني وصمود الميدان والوحدة السياسية في صفوف فصائل المقاومة، مشددًا على ضرورة أن تكون الأمم المتحدة ضامنًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن المقاومة تحرص أيضًا على الحصول على ضمانات من دول أخرى بالإضافة إلى الوسطاء.
كذلك، يثمن الهندي "أهمية الجبهات المساندة التي تزيد اشتعالًا وسط تخوف من تحول ما يشهده الجنوب اللبناني إلى حرب"، مشيرًا إلى أن ذلك يؤخذ في الحسبان.
كما يؤكد أن الولايات المتحدة تريد التوصل لاتفاق لدوافع داخلية فيما تتمثل المعضلة الأساسية بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب اعتقاده.