أصيب 11 عسكريًا إسرائيليًا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، حسبما كشفت بيانات نُشرت الخميس على الموقع الإلكتروني لجيش الاحتلال، الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه.
ووفقًا لهذه البيانات، بلغ عدد العسكريين المصابين منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 3 آلاف و822 ارتفاعًا من 3 آلاف و811 أمس الأربعاء.
وبذلك يكون 11 عسكريًا أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية، من بين الإجمالي ألف و938 عسكريًا أُصيبوا منذ بداية التوغل البري بغزة في 27 أكتوبر.
وأشار الجيش إلى أن 26 عسكريًا بـ"حالة خطيرة" لا يزالون يتلقون العلاج، إضافة إلى 186 عسكريًا بـ"حالة متوسطة"، و29 بـ"حالة طفيفة".
ووفقًا للبيانات ذاتها، قتل 650 عسكريًا منذ بداية الحرب، بينهم 298 منذ بدء التوغل البري.
قصف إسرائيلي ومعارك في غزة
واليوم الخميس، قصف جيش الاحتلال مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث يحتدم القتال البري مع المقاومة الفلسطينية، بعد جولة في الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الساعي إلى تأمين وقف لإطلاق النار.
وبعد أكثر من 8 أشهر على بدء الحرب، تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتأمين اتفاق بناء على خطة أعلنها الرئيس جو بايدن، أحالت حركة حماس ردًا أوليًا بشأنها على دول الوساطة فيما لم تعلن إسرائيل موقفًا رسمياً منها.
واستهدف قصف مدفعي عنيف وغارات جوية مناطق عدة في غزة فجر الخميس، من بينها مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، بحسب وكالة فرانس برس.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يخوضون قتالًا في الشوارع ضد الجنود الإسرائيليين في غرب رفح، حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات أباتشي النار.
وقال الجيش: إن الجنود "يواصلون عملياتهم المستهدفة في قطاع رفح"، مضيفًا أنهم "قضوا على عدد من المسلحين في قتال مباشر" الأربعاء، حسب تعبيره.
وتحدّث شهود عيان عن "ليلة عنيفة للغاية" في رفح بسبب القصف والتوغلات التي نفذها جنود إسرائيليون.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق في 7 مايو/ أيار هجومًا بريًا على رفح، ما أجبر مليون فلسطيني على الفرار منها وفق الأمم المتحدة، ويتجمعون حاليًا في منطقة المواصي الساحلية التي تصفها إسرائيل بأنها "منطقة إنسانية".
وقال شهود عيان: إن "الجيش الإسرائيلي قصف المواصي"، وهو ما نفاه الأخير الخميس.
وتعتبر إسرائيل الهجوم على رفح ضروريًا للقضاء على حماس، لكن القتال تجدد في الأسابيع الأخيرة في عدة مناطق أخرى، وخصوصًا في وسط القطاع.
وأفاد الجيش الخميس، أنه يواصل عملياته في وسط غزة، حيث انتشل الدفاع المدني ثلاث جثث في منزل تعرض لقصف إسرائيلي في مخيم النصيرات.
"ضغط" على إسرائيل
وأمس الأربعاء، أكد بلينكن في الدوحة أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع دول الوساطة الأخرى من أجل وقف إطلاق النار.
وأضاف: "كلما طال أمد ذلك، زاد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وقد حان الوقت لوقف المساومات".
من جهتها، أعلنت حماس الثلاثاء أنها سلمت قطر ومصر ردها على خطة المراحل الثلاث التي أعلنها جو بايدن في 31 مايو.
وتنص الخطة في مرحلتها الأولى على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح محتجزين في غزة، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ولم يتم الكشف عن مضمون رد حماس، لكن بلينكن قال: إن "بعض التغييرات" التي تطالب بها الحركة "ممكنة والبعض الآخر غير ممكن"، مضيفًا: "أعتقد أن هذه الفجوة يمكن سدها".
كذلك أكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة ستقدم "في الأسابيع المقبلة عناصر أساسية" لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، خصوصًا ما يتعلق "بكيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار".
من جهته، لم يدل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات رسمية بشأن الخطة التي أعلنها جو بايدن، واكتفى بالتأكيد على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس.
من جانبها، تطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وقالت حماس الأربعاء: إنه "بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة (إسرائيل) على المقترح الأخير، فإننا لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث بهذه الموافقة"، داعية "بلينكن، وإدارة الرئيس بايدن، إلى توجيه الضغط إلى حكومة الاحتلال".
وبحسب مصدر مطلع على المحادثات، فإن رد الحركة الفلسطينية يتضمن "تعديلات" على الخطة الأولية، "وأبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".