الثلاثاء 29 أكتوبر / October 2024

الملء الثاني لسد النهضة.. مصر تحذر إثيوبيا وواشنطن تشدد على التفاوض

الملء الثاني لسد النهضة.. مصر تحذر إثيوبيا وواشنطن تشدد على التفاوض

شارك القصة

تصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل
تصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل (غيتي)
أكّد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر "لن تتهاون في الدفاع عن حصتها المائية"، إذا أقدمت إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة من دون اتفاق شامل.

حذرت مصر، السبت، من تنفيذ إثيوبيا للملء الثاني لـ"سد النهضة"، معتبرة أن ذلك يمثل مخالفة لتعهداتها وفقًا لاتفاق إعلان المبادئ.

في المقابل، شدّدت واشنطن على ضرورة التفاوض بين الأطراف لحلّ الأزمة، مؤكّدة أن "إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، وبيان يوليو 2020 الصادر عن الاتحاد الإفريقي هما أساسان مهمان للمفاوضات بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة الأثيوبي".

التحذيرات المصرية

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مداخلة تلفزيونية إن إقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة يدخلها في "مرحلة الخروج عن القانون الدولي".

وأكد شكري أن مصر لن تتهاون في الدفاع عن حصتها المائية، وهو ما أكدته تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الري المصري، كما لن تقبل بأي "ضرر مائي يقع علينا"، لكنه أشار إلى ضرورة تحديد طبيعة الإضرار.

وميّز شكري بين الأضرار التي يمكن أن تتحملها مصر والأضرار التي لا يمكن "استيعابها"، معتبرًا أن الأضرار يمكن تداركها من خلال الوصول إلى اتفاق بين الدول الثلاث مصر، والسودان، وإثيوبيا.

ونبه وزير الخارجية المصري من أن مضي إثيوبيا في إرادة منفردة من شأنه أن يزعزع الأمن والاستقرار في إفريقيا.

وأشار شكري، أن بلاده "في مرحلة لتقييم الوضع من كل أجهزة الدولة ونرصد بشكل لحظي ما يتم في سد النهضة وتطورات البناء والتعرف على النتائج التي قد تتولد بشأن اتخاذ إثيوبيا خطوات قادمة".

وفي أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 30 مارس/ آذار الماضي، إن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".

التصعيد الإثيوبي

وجاءت تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري ردًا على كلام لنائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين الذي أكد، الجمعة، أن "ملء سد النهضة للسنة الثانية سيتم كما هو مقرر وموافق عليه من قبل المجموعة الوطنية للبحث العلمي للدول الثلاث"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.

واتهم ميكونين مصر والسودان "بمحاولة ممارسة ضغوط غير ضرورية على إثيوبيا من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك تدويل وتسيس القضايا الفنية التي لن تؤدي إلا إلى تقويض الثقة بين الدول الثلاث".

واشنطن تتدخل على خط التفاوض

من جهتها، أكدت واشنطن في بيان أصدرته المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد فجر السبت، أن "إعلان المبادئ الموقع بين مصر واثيوبيا والسودان عام 2015، وبيان يوليو 2020 الصادر عن الاتحاد الإفريقي هما أساسان مهمان للمفاوضات بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة الأثيوبي".

وذكر البيان أن السفيرة غرينفيلد تحدثت هاتفيًا مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، واتفق الطرفان على أن "المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي بين الدول الثلاث بخصوص سد النهضة ستكون موضوعية وموجهة نحو النتائج".

ودعا الاتحاد الإفريقي، في بيان يوليو، أطراف التفاوض إلى وضع اللمسات الأخيرة على نص ملزم حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي الذي ينبغي أن يتضمن اتفاقية شاملة بشأن التطورات المستقبلية بخصوص نهر النيل الأزرق.

وفي مارس/ أذار 2015 وقعت الدول الثلاث في العاصمة السودانية الخرطوم، على إعلان مبادئ، يتضمن خارطة طريق مكونة من 10 نقاط للعمل المشترك بينها، وتؤكد على عدم إضرار سد النهضة بمصالح مصر المائية.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.

ويتمسك السودان ومصر بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، الأناضول
تغطية خاصة
Close