تحل الذكرى الـ75 للنكبة، فيما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في هدم وقضم وضم المزيد من ممتلكات وأراضي الفلسطينيين، في مسعى للسيطرة عليها وتهويدها.
على مدى عقود، كان طرد أصحاب الأرض يعقبه احتلال وإحلال، فكيف بدأت أحداث النكبة الفلسطينية؟
ما قبل النكبة الفلسطينية
حتى سبعينيات القرن التاسع عشر، لم تكن في فلسطين أي مستوطنة خاصة باليهود، الذين كان عددهم 26 ألفًا بالأساس.
هؤلاء عاشوا في القدس وطبريا والخليل وصفد، إلى جانب فئة قليلة جدًا سكنت في حيفا ويافا، وهو عدد لا يذكر بالمقارنة مع نسبة العرب، مع الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين.
كانت "بتاح تكفا" على أراضي قرية ملبس الفلسطينية، و"غاي أوني" على الحدود اللبنانية اليوم، أول مستوطنتين أسّسهما اليهود.
وبعدما أسّسوا في العام 1884 حيًا صغيرًا في يافا سمّوه "نافي تسيدك" وهو اليوم جزء من تل أبيب، أسّسوا في العام 1891 أول حي يهودي في حيفا سموّه "هدار الكرمل".
ومع ذلك، ظل معظم اليهود حتى نهاية القرن التاسع عشر يعيشون داخل المدن الفلسطينية الكبرى، وظلت مستوطناتهم صغيرة ومحدودة.
النكبة وتواصل الاستيطان
في العام 1909، أسّس اليهود مدينة "تل أبيب" قرب يافا، والتي توسّعت لاحقًا على أنقاض جميع القرى العربية المحيطة بها.
ومع انهيار الدولة العثمانية، وصل عدد المستوطنات اليهودية في فلسطين عام 1918 إلى 51 مستوطنة.
وخلال الانتداب، شهد البناء الاستيطاني التوسع الأكبر؛ حيث ارتفع عدد المستوطنات اليهودية إلى أكثر من 300 مستوطنة، بالإضافة إلى التوسع داخل المدن الفلسطينية الكبرى عشية النكبة.
وفيما يُقدر عدد اليهود عشية النكبة بأقل من 700 ألف أي نصف عدد السكان العرب، ومن أجل ضمان دولة بأغلبية يهودية، هجّرت العصابات الصهيونية 700 ألف فلسطيني على الأقل، وأخلت الساحل من المدن والأحياء العربية تمامًا.
بعد النكبة، أُطلقت حملة استيطانية في الجليل والنقب لتهويدهما، ورغم هذه الأحداث بقيت هذه المناطق ذات أغلبية عربية، فيما تستمر حملات التهويد فيها حتى اليوم.
أما بعد النكسة، فقد أطلق الاحتلال حملات توسع استيطاني في غزة والجولان والضفة الغربية والقدس أيضًا.
ويُقدر عدد المستوطنين في الضفة الغربية وحدها بقرابة 800 ألف مستوطن، منهم 375 ألفًا في القدس وحدها.