تتطابق مواعيد الأحداث في فلسطين. تحل الذكرى، فيما تستمر المأساة بوقعها وواقعها منذ عام 1948 وحتى اليوم.
يكتب حساب باسم "ادعموا فلسطين" على موقع تويتر، أن ما يشهده المسجد الأقصى من اقتحامات ينفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال، هو يوم "نكسة حزيران" وليس ذكرى لها.
وبينما يعرض لصورة المقتحمين مرفقة بوسم "الأقصى خط أحمر"، يصف ما شهده الخامس من يونيو/ حزيران عام 1967 بأنه "تمهيد لنكسة اليوم".
للتوضيح اليوم هو يوم نكسة حزيران وليس ذكرى لها.. والتي كانت عام ٦٧ ما هي إلا تمهيد لنكسة اليوم.#الاقصى_خط_احمر #فلسطين_قضيتي pic.twitter.com/b0dIyVziAt
— #ادعموا_فلسطين (@SupportFlstyn) June 5, 2022
وكان صباح اليوم الأحد قد شهد اعتداء قوات الاحتلال على المرابطين في المسجد الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين، عقب دعوات أطلقتها منظمات "الهيكل" المزعوم، لاقتحامات جماعية بمناسبة ما يسمى "شفوعوت" عيد "نزول التوراة".
وفي صباح حمل التاريخ نفسه قبل 55 عامًا شنت إسرائيل هجومًا مباغتًا على ثلاث دول عربية، استمر لأيام معدودات وانتهى إلى هزيمة مؤلمة للعرب.
ما الذي حدث عام 1967؟
في 22 مايو/ أيار 1967، أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، فاعتبرت إسرائيل هذه القرارات بمثابة إعلان حرب عليها.
يومها، شنت هجومًا مباغتًا دام ستة أيام، فكانت تلك إحدى أقصر الحروب في التاريخ البشري، والحرب الأقصر على الإطلاق بين الحروب الإسرائيلية على الدول العربية.
ودُمّر خلال ساعاتها الأولى سلاح الجو المصري وهو على الأرض. وبلغ عدد القتلى والمفقودين 13 ألف جندي مصري، مع أسر نحو 4 آلاف آخرين.
نكسة 1967.. كيف كانت استعدادات الجيش المصري وما هو سرّ الهزيمة؟#مذكرات #مصر pic.twitter.com/cLm24MFkdk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 23, 2021
تباعًا توالى سقوط الجبهات العربية في كل من سوريا والأردن وضاع ما تبقى من فلسطين، فعدّ الجانب العربي ما حدث نكسة تاريخية.
وبينما اعتبرت الهزيمة قاسية ومفصلية في مسار المشروع الذي تصدره عبد الناصر لسنوات طويلة، فقد نزلت كالصاعقة عليه وعلى نظامه الذي تعالت أصوات غاضبة من داخله، اعتبرت أسلوب عبد الناصر وطريقته سببًا في ما آلت إليه الأمور.
"تعبئة عشوائية ووقوع في الفخ"
ولكن كيف وقعت الهزيمة بالضبط وهل فُرضت الحرب على عبد الناصر، وما الذي جرى في الغرف المغلقة بين أعضاء تنظيم الضباط الأحرار قبل الحرب وبعدها؟
في هذا الصدد، تعرض شهادات الضباط التي دُونت في مذكراتهم العسكرية لعدد من الإجابات، اعتُمد عليها في توثيق تلك المرحلة.
ويقول صلاح نصر، مدير المخابرات العامة في ذلك الوقت، إن تعبئة القوات المصرية قد جرت بطريقة عشوائية، وإن عبد الناصر كان يستبعد فكرة خوض الحرب من حساباته، حتى أصدر قراره بإغلاق خليج العقبة أمام الملاحة العسكرية الإسرائيلية.
نكسة عام 67 تصبح جرحا نازفا حتى اليوم في جسد القضية الفلسطينية pic.twitter.com/kUyypBueot
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 5, 2020
ويلفت إلى أنه على الرغم من تحذيرات المخابرات العامة من ذلك القرار، تطوّرت الأمور حتى وقع عبد الناصر في الفخ، مشيرًا إلى أن راسمي السياسة في القيادة المصرية لم يدركوا أنهم كانوا يجرون إلى خوض المعركة في وقت ومكان غير ملائمين.
من ناحيته، يشير وزير الحربية محمد فوزي في مذكراته إلى أن ما جرى عام 1967 لم يكن سوى مؤامرة دولية، لا سيما في ما يتعلق بملف قوات الطوارئ الدولية، التي كان عبد الناصر يعتبرها من مخلفات العدوان الثلاثي، وأن التخلص منها كان مهمة وطنية، ولا سيما أن قوى عربية كانت تتهم مصر بالاختباء خلفها.
كما يلفت إلى رغبة إسرائيلية بوجود مبررات لشن الحرب، لكن وفقًا لقواعدها الخاصة، إذ لم تكفّ إسرائيل عن محاولاتها إكراه العرب على حرب أخرى تضاف إلى حرب 48.
ولا تزال نتائج حرب 67 وانعكساتها تحكم سيرورة الحياة، فبمرور عقود لا تبدو في الأفق نهاية قريبة للوضع الجيوسياسي الذي خلّفته، فتكرس وتعقد.
ففي فلسطين، لا تزال النكسة جرحًا نازفًا بعدما تم احتلال مزيد من الأراضي وتشريد وإبعاد الزيد من أصحاب الأرض.
وفي ذاكرة أهل مدينة القدس المحتلة، هي نكبة ثانية حيث ذهبت بما تبقى من القدس وكرست لاحقًا الفصل بين شطري المدينة عبر سياسات الإهمال والقمع، الذي يمارسه الاحتلال على قسمها الشرقي.