تحولت عادة النوم في ظل ضوء تلفاز أو أجهزة أخرى، إلى سلوك يومي لدى الكثيرين، لكنها تؤدي إلى أضرار سلبية على صحة الإنسان، بحسب ما يؤكد الخبراء.
فالضوء الأزرق الصادر عن التلفاز والهواتف، يمكن أن يعطل النوم والساعة البيولوجية والتوازن الهرموني، ويقلل الميلاتونين في الجسم، الهرمون الذي يساعد على ضبط إيقاع الساعة البيولوجية.
وفسّر الدكتور عبد الله أبو عدس، الاستشاري في الطب النفسي، هذه المعطيات العلمية بالقول إن الساعة البيولوجية هي عبارة عن نظام غرائزي يتحكم في العمليات الفسيولوجية في جسم الإنسان، منها دورة النوم والاستيقاظ والشعور بالجوع وغيرها.
"آفة عالمية"
وقال أبو عدس في حديث إلى "العربي" من عمّان: إن المشغل الرئيسي لتلك الساعة هو هرمون الميلاتونين الذي يتحكم بحرارة الجسم وضغط الدم والنوم، وهو يعتمد على مجموعة من العوامل ليؤدي وظيفته منها دورة الضوء (دورة النهار والليل).
وأوضح أنه عند مشاهدة التلفاز أو الألواح الإلكترونية والهواتف والتعرض للضوء الصادر عنها، فإن تلك الأشعة تعطي إشارة خاطئة للدماغ بأن النهار لم ينته بعد، مما يؤدي إلى تدني إفراز الميلاتونين وتعطيل الساعة البيولوجية، وبالتالي إلى الشعور بقلة التركيز والخمول الجسدي والإصابة باضطرابات النوم والذاكرة والاكتئاب وغيرها، مشيرًا إلى أن انخفاض مستوياته يؤدي إلى زيادة الكورتيزون والهرمون المنشط الذي ينافي عملية النوم كذلك.
وأكد أن هرمون الميلاتونين يعتبر مهمًا جدًا، حيث ربطت بعض الدراسات تدني مستوياته بشكل مزمن في الجسم، بالإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا وخرف الشيخوخة.
وكشف الطبيب أن 45% من سكان العالم يعانون من مشاكل في النوم وقد صنّفت منظمة الصحة العالمية هذه المشكلة على أنها "آفة عالمية"، مشددًا على أهمية تجنب التعرض لضوء الأجهزة في الليل، والحرص على النوم في غرفة مظلمة.