الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

النوم غير المنتظم والإصابة بتصلّب الشرايين.. ما العلاقة بينهما؟

النوم غير المنتظم والإصابة بتصلّب الشرايين.. ما العلاقة بينهما؟

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" من نوفمبر الماضي حول مدّة النوم الصحية (الصورة: غيتي)
توصّلت دراسة علمية جديدة إلى أن عدم انتظام النوم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشرايين.

قد ينعكس عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل ملحوظ على سلوك الإنسان على المدى القصير، مثل تشتت الانتباه أو الشعور بالتعب. لكن على المدى البعيد يمكن أن تؤدي أنماط النوم غير المنتظمة إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

فوفقًا لدراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة جمعية القلب الأميركية، تبيّن أن هناك صلة بين النوم غير المنتظم ونوعيته، وتصلب الشرايين.

حول هذا الأمر تقول مؤلفة الدراسة الرئيسية كيلسي فول الأستاذة المساعدة في قسم علم الأوبئة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل: "هذه الدراسة هي واحدة من أولى التحقيقات التي تقدم دليلًا على وجود صلة بين مدة النوم غير المنتظمة وتوقيت النوم غير المنتظم وتصلب الشرايين".

ما هو تصلّب الشرايين؟

أما تصلب الشرايين فهو تراكم اللويحات في شرايين الجسم، بحسب تعريف جمعية القلب الأميركية، وتتكون من كتل الكوليسترول، والمواد الدهنية، والكالسيوم والفيبرين، وهي عوامل قد تؤدي إلى تخثر في الدم. 

فمع تراكم هذه اللويحات في الشرايين، تزداد سماكة جدران الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم وبالتالي يقلل من كمية الأكسجين، والعناصر الغذائية الأخرى التي تصل إلى باقي الجسم.

ويمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض الشريان التاجي، والذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية ومرض الشريان السباتي.

ما العلاقة بين النوم وتصلب الشرايين؟

وأثبتت الدراسات السابقة، وجود علاقة بين قلة النوم بما في ذلك النوم السيئ والنوم المتقطع، وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات المرتبطة بها، ولكن لم يكن يُعرف سوى القليل عن الارتباطات المحددة بين انتظام النوم وتصلب الشرايين.

ويوضح مؤلفو الدراسة الجديدة أن انتظام النوم يتم تقديره من خلال معرفة التفاوت في مدة النوم أي المدة التي ينام فيها الشخص كل ليلة، وتوقيت النوم أي الوقت المحدد يخلد فيه الشخص ليلًا إلى النوم. فكلما قلّ التفاوت كلما كان ذلك أفضل صحيًا.

فشرع المؤلفون لمعرفة المزيد عن هذه العلاقة من خلال تحليل نوم عدد من كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 69 عامًا في المتوسط، والذين شاركوا في دراسة طويلة الأمد ومتعددة الأعراق حول تصلب الشرايين، مصممة للتحقيق في انتشار عوامل الخطر وتطورها.

وشارك في هذه الدراسة أكثر من 2000 شخص بين عامي 2000 و2002 من مينيسوتا، وماريلاند، وإلينوي، ونورث كارولينا، وكاليفورنيا، وولاية نيويورك.

وعلى مدى سنوات، قيّم العلماء صحة القلب والأوعية الدموية للمشاركين في إطار زمني محدد، وجددوا أن أولئك الذين رصدت لديهم فترات نوم غير منتظمة، تفاوتت بين 90 دقيقة إلى أكثر من ساعتين في غضون أسبوع، كانوا أكثر عرضة بنحو 1.4 مرة لتراكم اللويحات في الشريان التاجي، مقارنة مع الذين كانت لديهم فترات نوم أكثر اتساقًا. 

كما كانت المجموعة الأولى أيضًا، أكثر عرضة لتراكم اللويحات في الشريان السباتي، ونتائج غير جيدة لاختبار تقييم تصلب الأوعية الدموية.

ما مدة النوم الصحية؟

وتوصي جمعية القلب الأميركية البالغين بالحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، في إطار نمط نوم صحي سليم، يتضمن الخلود إلى الفراش في نفس الوقت، والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا.

كما يشمل نمط النوم الصحي تجنب استهلاك الكافيين بعد وقت متأخر من النهار، وتجنب تصفح الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، فضلًا عن النوم في غرفة مظلمة، وهادئة، ومعتدلة الحرارة. 

في هذا السياق، تطرق تقرير سابق لـ"العربي" إلى أن ربيكا روينز خبيرة النوم في كلية الطب بجامعة هارفرد توصي بأن لا يقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات يوميًا، وألا تقل القيلولة عن ساعة مع الحفاظ على إضاءة منخفضة أثناء النوم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close