أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي باتت في مراحلها الأخيرة.
بدوره، أشار مسؤول العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى أن الرد الأميركي على مقترحات طهران معقول جدًا.
ومع ارتفاع التوقعات بقرب التوصل لاتفاق حول النووي الإيراني، بدأت تتصاعد أصوات متشددة في إيران ضد إحياء الاتفاق.
وتزامن ذلك، مع تصعيد إسرائيلي في محاولة لعرقلة الاتفاق، بعدما اعتبرته تل أبيب أسوأ من اتفاق عام 2015.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد زار واشنطن بعد ساعات من عقد رئيس الوزراء يائير لابيد مؤتمرًا صحافيًا انتقد فيه الاتفاق، في محاولة للضغط على إدارة جو بايدن وعرقلة الاتفاق النووي.
وجددت الولايات المتحدة لإسرائيل التزامها بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، حتى ولو تم إحياء الاتفاق النووي الذي ترفضه وتعارضه إسرائيل.
"كل الأطراف تريد الخروج من مربع الحلول الصفرية"
وفي هذا الإطار، قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة قطر محجوب زويري: إن كل ضجيج يحدث يعطي قناعة أن التوقيع بات وشيكًا، لكن كل الأطراف تريد الخروج من مربع الحلول الصفرية، وسط مطالبة إيران بضمانات حول عدم التراجع عن الاتفاق.
وأضاف زويري في حديث إلى "العربي" من الدوحة: أن جميع الأطراف تسعى لأن تتخلص من تشددها وأن تذهب في اتجاه التوافق مع علمها اليقين أنه أقل مما كانت تطمح إليه.
وأشار زويري، إلى أن هناك ثلاث نقاط تدفع الأطراف إلى الإسراع في الحل، الأولى تتمثل في أن مفاوضات فيينا لم تؤد إلى أي تقدم بسبب التشدد، وسط امتعاض أوروبي من التشدد الإيراني والأميركي الأمر الذي جعل الأوروبيين بوضع سيء، والثانية تتعلق بحرب أوكرانيا، والنقطة الثالثة تتمثل بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران.
وذهب زويري للقول: "أزمة حرب أوكرانيا وضعت كل الأطراف في مأزق ووضعتهم أمام خيارات يجب عليهم التعامل معها بخصوص النووي الإيراني".
واعتبر زويري، أن "الوساطة القطرية، كانت عاملًا إيجابيًا في تحقيق أمرين، الأول الخروج من فيينا وبالتالي الاستماع إلى وساطة وآراء مختلفة حول أمن المنطقة من داخلها، وهذا كان له تأثير على الدور للفهم الأوروبي والأميركي والإيراني حول التمتع بقدر أكبر من الواقعية، والثاني هو أن الدور القطري بقي خلف الأبواب المغلقة مما شجع الأطراف إلى اعتماد نوع من المرونة".
ولفت زويري، إلى أن ما تفعله إسرائيل هو استنساخ لما فعلته خلال عامي 2014 و2015 من زيارة واشنطن لإقناع إدارة باراك أوباما بعدم الذهاب للاتفاق".