حذّر البنك الدولي من اندلاع احتجاجات وأحداث شغب بسبب التضخّم الناتج عن الهجوم الروسي على أوكرانيا.
يأتي ذلك، في وقت تستضيف ألمانيا اجتماعًا عبر الإنترنت لوزراء زراعة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى الجمعة، لمناقشة تداعيات الهجوم وسط مخاوف متزايدة تتعلق باستقرار أسواق الغذاء.
وقالت كارمن راينهارت، كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي، إن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الهجوم، قد يُفاقم مخاوف الأمن الغذائي القائمة في الشرق الأوسط وإفريقيا وقد يؤدي إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية.
وذكرت راينهارت في مقابلة مع وكالة "رويترز": "ستكون هناك تداعيات مهمة على الشرق الأوسط وإفريقيا وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، على وجه التحديد" والتي تُعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت: "من المعروف أن انعدام الأمن الغذائي وأحداث الشغب كانا جزءًا من قصة الربيع العربي"، مشيرة إلى أن الانقلابات الناجحة والفاشلة زادت في العامين الماضيين.
وأوضحت راينهارت أن بلدان آسيا الوسطى تواجه أيضًا تحديات اقتصادية كبيرة نظرًا لعلاقاتها الاقتصادية والتجارية الوثيقة مع روسيا التي يتوقّع صندوق النقد الدولي أن تنزلق إلى الركود هذا العام بسبب العقوبات الغربية.
اضطرابات اجتماعية
ومن الممكن أن تؤدي الزيادات المفاجئة في أسعار الغذاء إلى اضطرابات اجتماعية مثلما حدث بين عامي 2007-2008، ثم مجددًا عام 2011، عندما ارتبطت أحداث شغب في أكثر من 40 دولة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية.
وبعد أيام من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا الشهر الماضي، ذكر البنك الدولي أن أسعار السلع الزراعية زادت بالفعل 35% على أساس سنوي، متوقعًا أن يتواصل الارتفاع في الأسعار خاصة وأن روسيا وأوكرانيا هما من كبار مصدري القمح والذرة والشعير وزيت دوار الشمس.
كما حذّر البنك الدولي من أن التداعيات قد تكون قاسية على وجه الخصوص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تستورد بلدان مثل مصر ما يصل إلى 80% من احتياجاتها من القمح من أوكرانيا وروسيا.
كما أن موزامبيق مستورد كبير للقمح والزيت.
بدوره، حذّر برنامج الأغذية العالمي من انعدام الأمن الغذائي في العالم بسبب الهجوم على أوكرانيا.
والجمعة، كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن الأسعار العالمية للسلع الغذائية بلغت مستوى قياسيًا في فبراير/ شباط خصوصًا من الزيوت النباتية في ظل عرض محدود فاقمته الأزمة الروسية-الأوكرانية.