Skip to main content

الهجوم على أوكرانيا.. الاتصالات غير الآمنة تفضح الجيش الروسي

الإثنين 28 مارس 2022

يبرز اعتماد القوات الروسية المفاجىء على أجهزة اتصال غير آمنة خلال حربها على أوكرانيا، باعتباره مؤشرًا واضحًا على القصور في القيادة والسيطرة التي تواجه الهجوم على أوكرانيا.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: إن "القوات الروسية تستخدم الكثير من الاتصالات غير الآمنة لأن قدرتهم على الاتصالات السرية، لسبب أو لآخر، ليست قوية كما ينبغي".

ويؤكد خبراء أن الجيش الروسي يمتلك معدات حديثة قادرة على الاتصال الآمن، لكن القوات في ساحة المعركة لجأت إلى خطوط أبسط استخدامًا، ولكنها أقل أمانًا بسبب "الافتقار الواضح إلى التخطيط لشن قتال مستمر على مسافات طويلة".

وقال مسؤول استخباراتي أوروبي للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه منذ بدء الهجوم في أواخر فبراير/ شباط، كانت هناك حالات متعددة لقادة روس صادروا الهواتف الشخصية لمرؤوسيهم خوفًا من أن يكشفوا عن غير قصد موقع وحداتهم العسكرية.

وبالمثل، أبلغ مدنيون أوكرانيون عن قيام القوات الروسية بسرقة هواتفهم واستخدامها للتحدث مع بعضهم البعض ومع عائلاتهم في الوطن. وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن هذه الحوادث كشفت إحباط القوات الروسية وتراجع معنوياتها، حيث أعاق الجيش الأوكراني تقدم روسيا حول المدن الرئيسية مما أسفر عن مقتل الآلاف من الروس في هذه العملية.

حرب إلكترونية

في المقابل، زوّدت الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى القوات الأوكرانية بمعدات حرب إلكترونية قادرة على وقف البثّ الروسي واستهداف مراكز القيادة الروسية.

وقال الخبير العسكري الروسي كوستاس تيغكوس إنه من خلال تدمير نقاط الاتصال الروسية، يمكن للأوكرانيين الضغط على خصومهم لاستخدام معدات أقل أمانًا، مما يزيد من احتمال اعتراض محادثاتهم أو تحديد مواقعهم.

وقال محللون: إن عمليات البث العسكرية الروسية عبر خطوط غير آمنة كانت منتشرة لدرجة أن هواة الراديو المتحمسين قد استمعوا إليها عبر الإنترنت باستخدام مواقع مثل " Web SDR".

وذكرت الصحيفة أن بعض المحادثات كشفت عن إحباط القوات الروسية، وأن الجنود الروس يربكون بعضهم البعض من خلال الخلط بين علامات النداء الخاصّة بهم.

وقال المحللون: إن القادة الروس أظهروا أيضًا صعوبة في تنسيق الاتصالات ومواقع الإرسال المتنقّلة وضمان عمل أجهزة الراديو على ترددات يجب تغييرها باستمرار، عبر ساحة معركة ديناميكية واسعة مثل أوكرانيا.

لكن في الوقت نفسه، حذر المحللون العسكريون من إصدار تعميمات شاملة على أداء الاتصالات لدى الروس، إذ إن بعض الوحدات قد تكون مجهّزة ومنضبطة بشكل أفضل من غيرها.

وأوضح سام بينديت، خبير التكنولوجيا العسكرية الروسية في مركز التحليلات البحرية في أرلينغتون، فرجينيا، أن صور المعدات الروسية التي استولت عليها القوات الأوكرانية تُظهر أجهزة راديو متطورة وآمنة.

كما تُظهر الصور الأخرى معدّات جاهزة. وقال بينديت إن بعض الجنود الروس قد يستخدمون مثل هذه الأجهزة اللاسلكية وسيلة للاندماج في طيف واسع من الترددات المدنية، بدلًا من الترددات العسكرية التي تكون محدودة، ويمكن اكتشافها باستخدام المعدات المناسبة.

وخلال الحرب، ذكرت تقارير أن الاتصالات الروسية غير الآمنة أدت إلى خسائر في ساحة المعركة، حيث تردّد أن جنرالًا روسيًا قُتل في غارة جوية بعد أن اكتشف الأوكرانيون موقعه عبر هاتفه المحمول.

وفي حالة أخرى، شاركتها وزارة الدفاع الأوكرانية، سمع اثنان من مسؤولي الاستخبارات الروسية يناقشان على إحدى موجات اللاسيلكي وفاة ضابط كبير. وعندما طلب أحدهم التحدث على خط مشفر، قال الآخر إنه لا يعمل.

وقال تيغكوس: إن القصف الروسي الذي طال الأبراج الخلوية في أجزاء كثيرة من أوكرانيا، أدى إلى تقييد قدرة الروس على استخدام الهواتف الآمنة.

كما رجّح بينديت أن يكون الجنود الروس اعتقدوا أن بامكانهم استخدام أجهزة الراديو والهواتف المحمولة دون قلق من التعقّب على غرار ما فعلوه في سوريا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة