دخل الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الخامس على التوالي فيما ازدادت عزلة موسكو على الصعيدَين السياسي والاقتصادي في الوقت الذي تواجه فيه قواتها مقاومة شديدة في العاصمة الأوكرانية وغيرها من المدن.
وجاء ذلك فيما يبحث الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الإثنين مع الحلفاء والشركاء "تطورات" الهجوم العسكري الروسي والبحث في "تنسيق رد موحد"، بحسب البيت الأبيض، خصوصًا في ضوء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى.
"إجراءات أخرى"
ميدانيًا، قالت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا إنه تم سماع دوي انفجارات قبل فجر الإثنين في العاصمة كييف، مما أنهى حالة الهدوء التي استمرت لبضع ساعات، مشيرة أيضًا إلى سماع انفجارات في مدينة خاركيف.
وبحسب وكالة تاس الروسية للأنباء فإن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا ستبدأ صباح الإثنين عند الحدود البيلاروسية، وتقول كييف إنها تلك المفاوضات ستكون من دون شروط مسبقة.
وجاء ذلك فيما حذرت دول مجموعة السبع (كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة) من أنها ستتخذ "إجراءات أخرى" تضاف إلى العقوبات التي أعلنت سابقًا إذا لم توقف روسيا عملياتها العسكرية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ المجموعة لم تكن قط أكثر اتحادًا "في الدفاع والحفاظ على حرية وسيادة أوكرانيا وجميع الدول".
#مباشر | حراك دبلوماسي أممي واستمرار للمواجهات العسكرية الروسية ضد #كييف.. تغطية متواصلة من التلفزيون العربي لآخر تطورات الهجوم الروسي على #أوكرانيا #روسيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية https://t.co/tk20rwtHWy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 28, 2022
التأهب النووي الروسي
في موازاة ذلك، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بوضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب للقتال"، عازيًا هذا القرار إلى "التصريحات المعادية الصادرة عن حلف شمال الأطلسي".
وانتقد بوتين، الذي قرر الخميس الماضي بدء "عملية عسكرية خاصة" في الأراضي الأوكرانية، العقوبات "غير المشروعة" التي فرضها الغربيون على بلاده في إطار تكيفهم الضغوط عليه لثنيه عن وقف هجومه.
وتقول الولايات المتحدة إنّ بوتين يعمل على تصعيد الحرب باستخدام "لهجة خطيرة" بشأن الوضع النووي لروسيا وسط مؤشرات على أن القوات الروسية تستعد لمحاصرة المدن الكبرى في أوكرانيا التي يبلغ تعدادها نحو 44 مليون نسمة.
وذكرت وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة أن قرابة 400 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال فروا إلى الدول المجاورة وسط انهمار الصواريخ.
وأفاد مسؤول عسكري أميركي بأن روسيا أطلقت أكثر من 350 صاروخًا على أهداف أوكرانية حتى الآن بعضها أصاب البنية التحتية المدنية.
وقال المسؤول لوكالة "رويترز": "يبدو أنهم يتبنون عقلية الحصار التي سيقولها لك أي طالب يدرس الأساليب والإستراتيجيات العسكرية.. عندما تتبنى أساليب الحصار فهي تزيد من احتمالية حدوث أضرار جانبية".
وأشار في هذا الصدد إلى الهجوم الروسي على مدينة تشيرنيف شمالي كييف، حيث قالت السلطات الأوكرانية إنّ النيران اشتعلت في مبنى سكني بعد إصابته بصاروخ في ساعة مبكرة من صباح الإثنين.
وذكرت قيادة القوات البرية الأوكرانية أن مدينة زوتيمر في شمال أوكرانيا تعرضت لهجمات بالصواريخ خلال الليل.
ساعات حاسمة
من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الوزراء البريطاني إنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبلغ رئيس الوزراء البريطاني هاتفيا يوم الأحد بأن الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى أوكرانيا.
وحتى الآن لا يمكن لروسيا أن تدعي أن الهجوم الروسي حقق انتصارات كبيرة. وقال المسؤول الأميركي لـ"رويترز" إنّ روسيا لم تسيطر على أي مدينة أوكرانية ولا على المجال الجوي الأوكراني ولا تزال قواتها على بعد حوالي 30 كيلومترا من وسط مدينة كييف لليوم الثاني.
وتصف روسيا أفعالها في أوكرانيا بأنها "عملية خاصة" تقول إنها لا تهدف إلى احتلال الأراضي ولكن لتدمير القدرات العسكرية لجارتها الجنوبية واعتقال من تعتبرهم "قوميين خطرين".
عقوبات لم يسبق لها مثيل
وتوصف عقوبات يقودها الغرب على الأصعدة السياسية والإستراتيجية والاقتصادية وأخرى متعلقة بالشركات بأنها لم يسبق لها مثيل في نطاقها وتنسيقها. وثمة تعهدات إضافية بتقديم الدعم العسكري للقوات المسلحة الأوكرانية ذات التسليح الضعيف.
وانخفضت العملة الروسية الروبل بنحو 30% إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار بعد أن كشفت الدول الغربية يوم السبت الماضي عن عقوبات صارمة تشمل منع البنوك الروسية من نظام سويفت المالي العالمي.
وقال البنك المركزي الأوروبي إنّ فروعًا أوروبية تابعة لبنك سبيربنك الروسي، الذي تملك الحكومة الروسية غالبية الأسهم فيه، تواجه الفشل أو ستفشل على الأرجح بسبب الضرر الذي لحق بسمعتها جراء الحرب على أوكرانيا.
وسارع البنك المركزي الروسي لاحتواء تداعيات العقوبات الموسعة، وقال إنه سيستأنف شراء الذهب في السوق المحلية ويخفف القيود على المراكز المفتوحة للعملات الأجنبية لدى البنوك.
وقالت اليابان إن الدول الغربية طلبت منها الانضمام إلى إجراءات تمنع روسيا من استخدام نظام سويفت المالي العالمي وإنها تدرس أيضًا فرض عقوبات على بعض الأفراد في بيلاروسيا التي كانت منطقة انطلاق رئيسة للهجوم الروسي.
عقوبات إضافية منتظرة
وفي واشنطن، أفاد مراسل "العربي" بأن هناك خطوات أخرى من القوى الغربية لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، حيث عن نقل عن المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة تأكيدها على المضي قدمًا خلال اليومين المقبلين بفرض حزمة جديدة من العقوبات.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى يعملون على إعادة نظر شاملة في كل العلاقة مع روسيا في ضوء التطورات الحاصلة في أوكرانيا.
كما لفت إلى أنّ من المتوقع فرض العقوبات على قطاع الطاقة الروسي وسط مؤشرات على فرض المزيد من تلك العقوبات بعد اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في حال لم توقف روسيا التقدم الحالي في عمليتها العسكرية المتواصلة في الأراضي الأوكرانية.
وبيّن أنّ الولايات المتحدة ستواصل التصعيد طالما استمر التصعيد الروسي على الأرض وذلك عبر فرض حزم جديدة من العقوبات، موضحًا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي تحدثت عن استعداد الولايات المتحدة لاستخدام الدرع الإستراتيجي لمواجهة تصريح الرئيس الروسي حول الردع النووي.