يلعب الانقسام في اتجاهات التصويت بين المناطق الحضرية والريفية دورًا كبيرًا في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، بين كامالا هاريس المرشحة عن الحزب الديمقراطي، ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب.
وفي الوقت الذي يغلب فيه دعم الديمقراطيين في المناطق الحضرية بين الناخبين، يدعم الناخبون في المناطق الريفية الحزب الجمهوري.
اتجاهات التصويت في الانتخابات الأميركية
ففي ضواحي ماريكوبا، وهي المقاطعة الأكبر في ولاية أريزونا حيث الشوارع الأضيق والمنازل الأصغر، لا تمثل هذه الاختلافات المادية النقطة الوحيدة مقارنة بالمدن، بل يشمل ذلك أيضًا اتجاهات التصويت في الانتخابات.
فبينما تذهب أغلبية أصوات الناخبين في المناطق الحضرية والضواحي إلى الديمقراطيين، تتجه أغلبية أصوات الناخبين في المناطق الريفية لدعم الجمهوريين في الانتخابات.
وقال جورج خلف، رئيس شركة "داتا أوربيتال" (شركة أبحاث بيانات واستطلاعات رأي): "أريزونا لديها واحدة من أكبر المقاطعات في أميركا - مقاطعة ماريكوبا، حيث إن 60% من الأصوات ستكون من هذه المقاطعة. ماريكوبا تسمى بالضاحية الكبيرة، وإذا تابعنا اتجاهات التغيرات في أميركا، نلاحظ ابتعاد الناخبين في الضواحي عن الحزب الجمهوري باتجاه الديمقراطيين".
هناك انقسام جغرافي واضح في توجهات الناخبين، وقد تجلى ذلك في التصويت خلال العقدين الأخيرين.
وتتسع الهوّة في اتجاهات التصويت بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية، التي يعتمد عليها الجمهوريون في حصد أصواتهم. ومن المتوقع أن تزداد هذه الفجوة في الانتخابات المقبلة، مما يشكل تحديًا جديدًا أمام الحملات الانتخابية لاستقطاب الناخبين.
ويتغير المشهد بمجرد الدخول إلى المدن الكبرى، ففي فينكس، أكبر مدن مقاطعة ماريكوبا وعاصمة ولاية أريزونا، لا يخفي السكان انتمائهم لما يصفونه بالتيار الليبرالي، فيما تذهب أصواتهم للحزب الديمقراطي.
ففي الانتخابات التمهيدية لعام 2022 كان هناك 69% من الناخبين في المناطق الريفية في شتى أنحاء أميركا بأصواتهم لصالح الجمهوريين مقابل 29% فقط للديمقراطيين.
بينما ذهبت أصوات 68% من الناخبين في المناطق الحضرية للديمقراطيين مقابل 30% للجمهوريين.
استقطاب حاد
وضمن هذا السياق، قال غونيس مراد تيزكور، مدير قسم وأستاذ في كلية السياسة والدراسات العالمية بجامعة ولاية أريزونا: "ليس فقط في أريزونا، ولكن في كل أميركا، وخاصة في السنوات العشرين الماضية، نرى توجهات ديمقراطية في المناطق الحضرية مقابل المناطق الريفية الحمراء (الجمهورية)".
وأضاف الأكاديمي: "فينكس على سبيل المثال ليبرالية ولكن إذا توجهت ساعة خارج فينيكس فستواجه بيئة محافظة جدًا ويبدو الأمر كما لو أن الليبراليين يتوجهون للسكن في المناطق الحضرية بينما يتوجه المحافظون للمناطق الريفية".
إن تعميق الانقسام بين الأرياف والمدن يدفع الناخبين في أريزونا وولايات مشابهة إلى مزيد من الاستقطاب الحاد، حيث يبرز ذلك بوضوح في مواقفهم من القضايا الجدلية مثل الإجهاض والهجرة.