صرّحت رئاسة كوريا الجنوبية الثلاثاء أنّ "عددًا كبيرًا" من الوثائق التي سُربت في الأسابيع الماضية، والتي يرجّح أنّها أميركية وسريّة وتتحدّث عن كوريا الجنوبية من بين مواضيع أخرى، "مزوّر".
وقد اعتبر البنتاغون أن هذا التسريب يشكل خطرًا "جسيمًا جدًا" على الأمن القومي الأميركي، وقد سبب إحراجًا دبلوماسيًا للولايات المتحدة.
ويعتقد أن بعض هذه الوثائق يشير لتجسس الولايات المتحدة على حلفائها ومن بينهم إسرائيل وكوريا الجنوبية.
وثائق "مزورة"
وبحسب تقارير صحافية، فإن العديد من الوثائق تتحدث عن مخاوف لدى كبار مسؤولي الأمن القومي في كوريا الجنوبية من أن تُستخدم الأسلحة والذخيرة المنتجة في بلادهم في أوكرانيا في نهاية المطاف، حيث إن حصول ذلك ينتهك سياسة سول المتمثلة في عدم بيع أي أسلحة إلى دول في حالة حرب.
وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الكورية الجنوبية أن وزير الدفاع الأميركي ونظيره الكوري الجنوبي قدّرا خلال اتصال هاتفي الثلاثاء أن "عددًا كبيرًا من الوثائق المعنية قد تم تزويرها".
تسريب أربك البنتاغون
وفي الأيام الأخيرة، تم تسريب عشرات الوثائق والصور على منصّات تويتر وتلغرام وديسكورد وغيرها. ويرجح أنه يتم التداول بهذه الوثائق على الإنترنت منذ أسابيع أو حتى أشهر قبل أن تحظى باهتمام وسائل الإعلام الأسبوع الماضي.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تعمل على تحديد ما إذا كانت الوثائق أصلية. وقالت: "يبدو أن إحداها على الأقل قد تم التلاعب بها".
في المقابل، نُقل عن مسؤولين أميركيين أن العديد من الوثائق المسربة هي صحيحة.
وثائق أميركية مسربة تكشف صفقة سرية بين #مصر و #روسيا لإنتاج صواريخ لصالح موسكو والولايات المتحدة تؤكد عدم علمها بالصفقة.. تعرّف إلى القصة👇@AnaAlarabytv pic.twitter.com/FMuZ9NNw5Y
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2023
وبسبب التسريب، اضطُر المسؤولون الأميركيون إلى العمل على طمأنة حلفائهم مثل كوريا الجنوبية التي قدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا من دون أن ترسل لها الأسلحة، بعد بدء الهجوم الروسي في 2022.
انتقادات داخل كوريا الجنوبية
وأثار الكشف عن محادثات مزعومة حول أوكرانيا بين كبار مسؤولي الأمن القومي انتقادات في كوريا الجنوبية بشأن اختراق اتصالات الإدارات الرئيسية في البلاد، مثل الرئاسة.
لكن مكتب الرئيس يون سوك يول دافع عن نفسه الثلاثاء، مؤكدًا أنه يتمتع "بأمن صارم" وأن اتهامات التنصت على المكالمات الهاتفية "أكاذيب لا معنى لها".
ومن المقرر أن يقوم يون بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان.
ويشير الخبير الأمني الدولي مصطفى العمار إلى أن تسريب الوثاق يشكل خطرًا على الأمن الدولي، خصوصًا إذا تم استخدام هذه المعلومات في المكان الخاطئ أو إذا تم تحريفها.
ويلفت العمار في حديث إلى "العربي" من برلين إلى أن الولايات المتحدة الأميركية كانت سبّاقة بدعم أوكرانيا إضافة إلى دول حلف شمال الأطلسي. وشكّل موضوع تسريب الوثائق قلقًا لدى حلفاء الولايات المتحدة.
ويؤكد أن الولايات المتحدة يجب أن تبادر سريعًا لكشف ملابسات تسريب هذه الوثائق كي لا تُستخدم كدعاية من قبل الروس ضد التحالف الدولي الأوروبي.
ويقول العمار: "ربما هي عبارة عن هجمات إلكترونية"، مؤكدًا ضرورة أن تقدم الولايات المتحدة توضيحًا لكي يطمئن الحلفاء.