ما زالت الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين حديث الساعة عالميًا، على وقع ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، والجهود الدولية لوقف العدوان.
وعلى الرغم من أنّ حكومات غربية عدّة تساوي بين الضحية والجلاد، فإنّ بعض الصحف الأجنبية تقارب الأحداث من زاوية الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.
كما حظي الموقف الأميركي "المنحاز" إلى جانب إسرائيل، وإحباط واشنطن إصدار بيان عن مجلس الأمن حول التطورات، اهتمام الإعلام الغربي، في محاولة لقراءته خلفياته.
افتتاحية "الغارديان"
فقد عنونت صحيفة الغارديان البريطانية افتتاحيتها: "العنف نتيجة متوقعة لمظالم الفلسطينيين المتراكمة".
وقالت "الغارديان": "تعكس التكتيكات العدوانية التي استخدمتها الشرطة الإسرائيلية في حي الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية المحتلة وفي المسجد الأقصى، ثقافة الإفلات من العقاب".
وأضافت أن الاحتجاجات في البلدات العربية داخل الخط الأخضر تكشف مدى اتّساع وعمق الغضب لدى الفلسطينيين جراء الظلم المتراكم، والذي يطابق تقرير منظمة "هومن رايتس ووتش" باتهام إسرائيل باتباع سياسة الفصل العنصري والاضطهاد بحقهم.
وختمت الصحيفة مشيرةً إلى دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند كل أزمة، مؤكّدةً على ضرورة معالجة هذه القضايا بجدية من قبل إدارة بايدن.
كما يجب أن يكون رد واشنطن على إسرائيل واضحًا ليس فقط بشأن قصفها قطاع غزة، وإنما بشأن إجراءاتها في حي الشيخ جراح وفي الحرم القدسي والتي أدت إلى اندلاع العنف، وفق الصحيفة البريطانية.
وفي سياق متّصل، شدّدت "الغارديان" على أن الأولوية يجب أن تكون لخفض التصعيد لحماية أرواح المدنيين، الذي يتم التعامل معهم بتجاهل قاسٍ، كما يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته.
مقال "فايننشال تايمز"
وكتب الصحافي ديفيد غاردنر في صحيفة "فايننشل تايمز" ومقرها لندن، مقالًا بعنوان "إسرائيل تخاطر بأمنها"، وقال فيه: إن الرئيس السابق ترمب شجّع اليمين الإسرائيلي على فرض الأمر الواقع في القدس بنقله السفارة الأميركية إلى هناك.
ويردف غاردنر إلى أن نتنياهو وفي محاولة منه للبقاء في السلطة، سعى إلى التودد إلى الجماعات العنصرية المصممة على السيطرة على الحرم القدسي.
وأضاف: رغم أن معظم دول العالم لا تعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، إلا أن سياسية إخلاء البيوت في حي الشيخ جراح تعدّ تتويجًا لحملة استمرت أربعة عقود لطرد الفلسطينيين من المدينة القديمة.
كما ربط التطورات الأخيرة بالفراغ السياسي الإسرائيلي الحالي، حيث لم يتمكن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء لخمس ولايات والذي يحاكم بتهمة الفساد، من تشكيل حكومة على الرغم من احتضانه لليمين الديني والمتطرف.
وختم الصحفي مؤكّدًا أن إقحام الأماكن الدينية في الصراع يقوّض شرعية إسرائيل في أوساط الرأي العام الدولي، كما أن سعيها لمنع قيام دولة فلسطينية سيجبر الفلسطينيين على النضال من أجل حقوق متساوية داخل إسرائيل، إضافة إلى أنه يعرّض علاقتها مع جيرانها العرب ومع المسلمين في العالم إلى الخطر.
مقال "واشنطن بوست"
وتحدّثت جنيفر روبن في "واشنطن بوست" عن بايدن والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فعنونت مقالها: "بايدن لم يكن يريد الانجرار إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وكتبت روبن: "ربما تكون الولايات المتحدة في أسوأ وضع للمساعدة في إنهاء العنف، بالنظر لفقدانها أي مساحة باعتبارها وسيطًا نزيهًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب سياسات الرئيس السابق دونالد ترمب".
والسبب المباشر للعنف الأخير في المنطقة وفق روبن، هو محاولة إسرائيل طرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية، وهو استفزاز لا مبرر له.
وختمت بالقول: إن الرئيس جو بايدن واحد من قائمة طويلة من الرؤساء الأميركيين الذين اعتبروا أن أزمة الشرق الأوسط ليست أولوية، لكنه سيجد نفسه مضطرًا إلى تكريس الوقت والاهتمام ورأس المال السياسي لإنهاء العنف بسرعة.