تفاقم الوضع الوبائي في مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية، حيث سُجّلت زيادة ملحوظة في عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا.
وفاقت أعداد الإصابات القدرة الاستيعابية لمركز العزل في المدينة، الذي ضاق بالمرضى ولم يعد من اسمه الكثير، بعد انهيار منظومة الأكسجين الأسبوع الماضي.
وقد دفعت الحادثة النائب العام إلى فتح تحقيق وإيقاف بعض المسؤولين، ودفعت رئيس الوزراء إلى زيارة المركز، وسط حالة من الغضب الشعبي تجاه الحادثة ونقص الكادر الطبي.
مشكلة نقص الكوادر الطبية
ونتيجة للأزمة الوبائية، اضطرت الجهات المسؤولة إلى فتح مركز عزل آخر مجهَّز بمصنع أكسجين، فيما أهابت وزارة الصحة بالمصحّات الخاصة الراغبة في فتح مراكز عزل إلى التواصل معها.
لكنّ مشكلة أخرى تبرز تتمثّل في نقص الكادر الطبي بوضوح، ويعزوها المسؤولون إلى المستحقات المالية التي لم تُدفَع، كما يوضح مدير مركز العزل الصحي بمنطقة زريق أيوب القطيط، في حديث إلى "العربي".
في المقابل، يقول المجلس البلدي لمصراتة إنّه تلقّى وعودًا من وزارة الصحة بصرف مستحقات الكادر الطبي عن أربعة أشهر لمعالجة هذه المشكلة مبدئيًا.
ويوضح مسؤول الملف الصحي بالمجلس علي الناطوري، في حديث لـ"العربي"، أنّ وزير الصحة تعهّد بصرف مستحقات العناصر الطبية والكوادر الداعمة عقب عيد الأضحى المبارك.
سلالة دلتا هي المسيطرة على المشهد
ويلفت أخصائي الجهاز التنفسي وخبير إصلاح القطاع الصحي هشام بلخير إلى أنّ انتقال الوباء ليس فقط في مصراتة، ولكن بحكم أن التعداد السكاني في مصراتة أعلى من باقي المدن، يمكن القول إنّها سبقت سائر المناطق.
ويشدّد بلخير، في حديث إلى "العربي"، من طرابلس، على أنّ الوباء ينتشر بطريقة سريعة في كل المناطق وهذا يثبت أن سلالة دلتا هي المسيطرة على المشهد حاليًا.
ويشير إلى أنّه كان هناك جرس إنذار في الجارة تونس ينبئ بدخول السلالة إلى الدولة الليبية، كما أنّ حملات التطعيم في الدولة الليبية لا تُعتبَر قوية بحيث يمكن أن تخلق مناعة اجتماعية متكاملة.
ويعرب عن اعتقاده بأنّ الإجراءات الحكومية في كل دول المغرب العربي لا تزال ضعيفة باستثناء المغرب، حيث كانت الحكومة المغربية الأسرع في عمليات التلقيح وإنشاء مصنع جديد لصناعة اللقاح الصيني.