في بارقة أمل جديدة تعطي دفعًا للجهود الدبلوماسية الهادفة لوضع النزاع الدامي على طريق الحل، بدأت في اليمن الجمعة عملية لتبادل مئات السجناء بين أطراف النزاع تشمل أسرى سعوديين.
وفي تغريدة لها على تويتر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "نشهد اليوم أولى عمليات الإفراج عما يقارب 900 محتجز يمني. تقوم اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد في هذه العملية التي ستستمر خلال الأيام القادمة".
نشهد اليوم أولى عمليات الإفراج عما يقارب 900 محتجز يمني، تقوم اللجنة الدوليّة بدور الوسيط المحايد في هذه العملية التي ستستمر خلال الأيام القادمة. لمزيد من المعلومات والمستجدات عن العملية، تابعوا @ICRC_YE @ICRC_KW @ICRC pic.twitter.com/jAoLD6QpX9
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) April 14, 2023
وأفاد مراسل "العربي" من صنعاء، أن الاستعدادات لإتمام عملية تبادل الأسرى في مطار صنعاء الدولي على أشدها، متحدثًا عن إقلاع طائرة للصليب الأحمر الدولي تقل مجموعة من الأسرى حوالي 72 أسيرًا من أسرى الحكومة المدعومة من التحالف، بينهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، وناصر منصور هادي، شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، بينما ستصل من عدن إلى صنعاء رحلة تحمل على متنها أيضًا مجموعة من أسرى جماعة الحوثي.
وستجري عملية تبادل الأسرى على مدار ثلاثة أيام، وتشمل صنعاء والمخا (غرب) ومأرب (وسط شمال) وعدن في اليمن، والرياض وأبها (جنوب) في السعودية.
وفي 20 مارس/ آذار الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية الاتفاق مع جماعة "الحوثي" على الإفراج عن 887 أسيرًا ومختطفًا من الجانبين، في ختام مشاورات عقدت بسويسرا بهذا الخصوص.
والأربعاء، أعلنت الحكومة اليمنية، تأجيل انطلاق تنفيذ تبادل الأسرى مع الحوثيين يومًا واحدًا إلى الجمعة وفق تغريدة لرئيس الفريق الحكومي في ملف الأسرى، يحيى كزمان، غداة الإعلان عن بدء تنفيذ الصفقة الخميس.
وفي آخر عملية تبادل كبرى جرت في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، تمّ "إطلاق سراح أكثر من 1050 أسيرًا وإعادتهم إلى مناطقهم أو بلدانهم"، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
تفاهم مبدئي حول هدنة وعقد جولة من المحادثات
في غضون ذلك، غادر الوفد السعودي صنعاء مساء الخميس، بعد محادثات مع الحوثيين من دون اتفاق نهائي إنما بتفاهم "مبدئي"، حول هدنة وعقد جولة من المحادثات، حسبما أفاد مسؤولان حوثيان ومسؤول حكومي يمني لوكالة "فرانس برس" الجمعة.
وقال مسؤول في صفوف الحوثيين مفضلًا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول التحدث إلى الإعلام: إن "الوفد السعودي غادر صنعاء ليل الخميس"، مشيرًا إلى أن "هناك اتفاقًا مبدئيًا على هدنة قد يتم الإعلان عنها لاحقًا، إذا تم التوافق حولها بشكل نهائي".
وأضاف: "هناك اتفاق على عقد جولة أخرى من المحادثات لبحث نقاط الاختلاف".
جماعة "الحوثي" تؤكد أن الملف الإنساني في #اليمن لم يبرح محادثات الوفدين السعودي والعماني#العربي_اليوم تقرير: خليل القاهري pic.twitter.com/sHYLMuT1bP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2023
وأكد مصدر حكومي مطلع على المحادثات هذه المعلومات، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا: إن الوفد السعودي "سيحمل شروطًا لنقلها إلى القيادات السعودية".
وجرت الزيارة بعد إعلان السعودية وإيران اللتين تدعمان أطرافًا مختلفة في النزاع، توصلهما الشهر الماضي إلى اتفاق على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد سبع سنوات من القطيعة.
"تصور سعودي لحل النزاع"
وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرًا على تصور سعودي بشأن حل النزاع بعد مباحثات سعودية-حوثية برعاية عُمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقضي التصور السعودي وفقًا للمصادر نفسها، بالموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
وكانت أطراف النزاع توصّلت العام الماضي لهدنة في 2 أبريل/ نيسان، بوساطة من الأمم المتحدة انتهت مفاعليها في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقُتل في النزاع مئات الآلاف من الأشخاص لأسباب مباشرة وغير مباشرة، فيما نزح 4,5 ملايين شخص داخليًا، وأصبح أكثر من ثلثي سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.