الجمعة 20 Sep / September 2024

ترحيب حوثي بالتقارب مع الرياض.. ما دلالات زيارة الوفد السعودي لصنعاء؟

ترحيب حوثي بالتقارب مع الرياض.. ما دلالات زيارة الوفد السعودي لصنعاء؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يبحث في حيثيات زيارة الوفد العماني السعودي إلى اليمن ومضامينها (الصورة: أرشيفية غيتي)
يؤكد القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي أن التقارب بين صنعاء والرياض هو الخيار الصحيح لتعزيز الاستقرار.

نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن مبعوثين سعوديين يتجهون إلى العاصمة اليمنية صنعاء للتفاوض بشأن اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع مسؤولي جماعة الحوثي، وإنهاء الصراع الدائر منذ 8 سنوات.

وتعد زيارة المسؤولين السعوديين، وهي الأولى من نوعها إلى صنعاء، مؤشرًا على إحراز تقدم في المحادثات التي تتوسط فيها سلطنة عمان بين الرياض وجماعة الحوثي، حيث تمضي هذه المحادثات توازيًا مع جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.

ويؤكد القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي أن التقارب بين صنعاء والرياض هو الخيار الصحيح لتعزيز الاستقرار.

ويشير في إطار آخر إلى أن الإمارات بدأت سحب قواتها من اليمن، معربًا عن أمله في أن تستكمل عملية الانحساب نهائيًا.

ويشدد على أن يد الجماعة ما تزال ممدودة للسلام الشامل والدائم، الذي يضمن كرامة وسلامة وسيادة جميع دول المنطقة، على حد تعبيره.

تأجيل تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى

في الملفات الإنسانية، يؤجَّل تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي لثلاثة أيام، بعدما كان مقررًا البدء بتنفيذه الإثنين المقبل. 

وجاء التأجيل بطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي أعلنت عن حاجتها لوقت إضافي لاستكمال ترتيبات لوجيستية لإنجاز الصفقة.

وعلقت جماعة الحوثي على التأجيل بالقول إن ثمة عرقلة واضحة لهذا الملف، داعية المنظمة الدولية إلى التدخل.

"الأزمة اليمنية داخلية"

في هذا السياق، يلفت الكاتب والباحث السياسي اليمني نبيل البكيري، إلى أن زيارة الوفد السعودي إلى صنعاء هي نتيجة لمسار طويل من المباحثات بين الحوثيين والسعوديين في مسقط منذ أكثر من عام.

ويرى في حديثه إلى "العربي" من اسطنبول، أن هذه الزيارة هي أيضًا تتويج لواحدة من المفاجآت الكبيرة في ميدان العلاقات الدولية في ما يتعلق بالاتفاق السعودي الإيراني الذي حصل برعاية صينية.

وفيما يتوقف عند التعويل على ما سينتج عن مثل هذه الاتفاقية، يقول إنه في الحالة اليمنية سيكون من المستحيل التنبؤ بما سيكون عليه الوضع، مذكرًا بأن الأزمة اليمنية أزمة داخلية بالأساس.

ويعتبر أن العامل الإقليمي ثانوي وليس العكس، وبالتالي ما دامت الأزمة في اليمن قائمة وما دامت جذورها قائمة، لن يستطيع العامل الإقليمي إيقاف مسارها.

ويرى أنه "في حال الذهاب إلى سلام بشروط دولية وإقليمية، فإنه لن يلبي تطلعات الناس والتضحيات التي سقطت"، وفق ما يقول.

"الملف اليمني في طريقه إلى الحل"

بدوره، يشير الباحث في العلاقات الدولية أحمد الشهري إلى أن مسار السلام الذي يعم الآن الوطن العربي، والذي بدأ في الصين ولن ينتهي في طهران، سيشمل أيضًا بقية الملفات المعلقة في المنطقة مثل الملفين السوري واليمني.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من الرياض: إن الملف اليمني هو في طريقه الآن إلى الحل وفق الرؤية الأممية، وأيضًا وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.

ويلفت إلى تمخض مراحل ضمن هذا الحل: الأولى هي هدنة لمدة 6 أشهر يتم خلالها حوار جاد وكامل بين الأطراف اليمنية برعاية التحالف السعودي، الذي يصفه بـ"طرف محايد منذ بداية الأزمة، ويسعى إلى تطبيق القرار الأممي".

ويتحدث عن مرحلة ثالثة ستكون بمثابة فترة انتقالية لمدة سنتين تقريبًا، تفرَز فيها حكومة جديدة تقود اليمن إلى الانخراط في محيطه العربي والإسلامي.

ويرى أن هذه الرؤية هي التي ستُحمَل من مسقط إلى صنعاء، مشيرًا إلى "قبول كامل من صنعاء بعدما تم رفع الغطاء الإيراني عنها في بكين، وفق مخرجات اتفاق الرياض طهران".

ويشير إلى أن "الحوثي أصبح الآن مكونًا يمنيًا مقبولًا ويمكن أن تتعامل معه بقية المكونات"، ويردف: "هنا نستطيع القول إن الأزمة اليمنية في طريقها إلى الحل". 

"بوادر للاستجابة لمطالب اليمنيين"

من جانبه، يرى مستشار وزارة الإعلام في "حكومة الإنقاذ" في صنعاء توفيق الحميري أن "بشائر كثيرة تؤكد أن المملكة العربية السعودية وتحالف العدوان، ربما بدأ ببوادر جادة للاستجابة لمطالب الشعب اليمني".

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من صنعاء، أن هذه المطالب يمكن تحديدها بثلاث محددات وهي إنهاء الحصار والعدوان، ومغادرة القوات الأجنبية الأراضي اليمنية، وإعادة الإعمار وجبر الضرر في ما تعرض له الشعب اليمني. 

ويشدد مستشار وزارة الإعلام في "حكومة الإنقاذ" في صنعاء، على مواصلة التمسك بهذه الثوابت دون الرجوع عنها.

وفي ما يتعلق بالوضع الإقليمي وإذا ما كانت هناك انعكاسات، يعرب الحميري عن اعتقاده بأن "التغيّر جاء من قبل تحالف العدوان والمملكة العربية السعودية"، على حد تعبيره.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close