لم تُقابل أحاديث إنهاء الحرب في اليمن التي تواترت مع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الابيض، إلا بمزيد من المعارك التي يخوضها الحوثيون في مواجهة الحكومة اليمنية على أكثر من جبهة وتصعيد يتجاوز حدود اليمن إلى العمق السعودي.
ومع تصاعد هجمات الحوثيين على السعودية وداخل اليمن، فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على قياديين عسكريين في الجماعة واتهمتها بإطالة أمد الحرب وأزمة اليمنيين الانسانية.
ويثير استمرار تصعيد الحوثيين على جبهات القتال واستهداف مواقع في العمق السعودي مخاوف بشأن قدرة واشنطن على وضع نهاية للحرب في اليمن.
"عقوبات رمزية"
ويعتبر ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هادسون، أن السياسة التي طُبقت في نهاية عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لناحية تصنيف الجماعة برمتها جماعة إرهابية أجنبية "لم تساعد حقًا بالقدر المطلوب في فرض الضغوط على الجماعة".
ويشير، في حديث إلى "العربي"، إلى "أنها فاقمت الضغوط الانسانية على الشعب اليمني لأنها كانت ستحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن".
ويضيف: "ما جرى هو فرض هذا النوع من العقوبات الرمزية على عدد من أفراد الجماعة، إذ ليست لدى الحوثيين حسابات مصرفية في الولايات المتحدة، بالتالي فإن فرض عقوبات على عدد محدود لا يحقق الكثير".
ويوضح أن "التركيز في واقع الأمر ينصب على إمكانية إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الشعب اليمني، حتى في ظل عدم جدوى إجراءات ترمب في تغيير سلوك جماعة الحوثي".
"قائمة شرف"
من جهته، يصف عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي قائمة العقوبات الاميركية بـ"قائمة شرف"، ويلفت إلى أن "قرار بايدن منع دخول المشتقات النفطية إلى اليمن، حكم بالموت على أبناء اليمن، لذا كان لا بد من التصعيد واستعادة حقول النفظ والغاز".
ويرى البخيتي، في حديث إلى "العربي"، أن المطالب الأميركية غير واقعية، لافتًا إلى أن تحقيق السلام يعني وقف الحرب من الطرفين.
وإذ يؤكد"أننا مع سلام شامل ودائم"، يضيف: "مفهومهم للسلام مغلوط، يريدون منا الاستسلام، ويريدون إعطاء أنفسهم حق العدوان وحرمان الشعب اليمني من حق الدفاع عن النفس".
حريصون على اليمن
بدوره، يشير العميد الركن حسن الشهري، الباحث السياسي والاستراتيجي، إلى أن "هناك دولة اسمها إيران تقود الإرهاب في العالم ولها للأسف أتباع يمثلونها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهم من انقلب على الشعب".
ويلفت إلى أن "اليمن يواجه أزمة انسانية كبيرة حاليًا، لا سيما في مأرب".
ويؤكد أن السعودية حريصة على أمن واستقرار اليمن وعلى عودة الشرعية، مشددًا على "أننا لسنا دولة عدوانية، بل دولة تقيم السلام وتبحث عنه ولكن بضوابط السلام إذا اكتملت شروطه وانتفت موانعه".
ويضيف: "لن تكون هناك ميليشيات إرهابية على غرار حزب الله في اليمن".