اتهمت جماعة الحوثي في اليمن، التحالف السعودي الإماراتي بتعطيل تنفيذ أبرز بنود الهدنة الأممية، في البلاد بعد انقضاء قرابة شهر على سريانها، فيما أعلن الجيش اليمني الثلاثاء، رصده 181 خرقًا حوثيًا للهدنة السارية بين الطرفين، خلال يومين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام في بيان: "أول شهر للهدنة الإنسانية يكاد أن ينقضي من دون تقدم يذكر في أهم بنودها وهو إعادة فتح مطار صنعاء الدولي".
وحمّل التحالف "كامل المسؤولية جرّاء ما يبديه من تعنت وتنصل ومراوغة"، داعيًا "الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها وفقًا للاتفاق"، دون مزيد من التفاصيل.
أول شهر للهدنة الإنسانية يكاد أن ينقضي دون تقدم في أهم بنودها وهو إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، ودول العدوان تتحمل كامل المسؤولية جراء ما تبديه من تعنت وتنصل ومراوغة، وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها وفقا للاتفاق .
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) April 26, 2022
والأحد، حمّلت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي مسؤولية تعثر تشغيل أول رحلة تجارية من مطار صنعاء؛ متهمة الجماعة بـ"عدم الالتزام بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عن الحكومة الشرعية".
فيما قالت جماعة الحوثي،: إن التحالف رفض منح الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التي كان من المقرر وصولها إلى مطار صنعاء الدولي الأحد، معتبرة ذلك "خرقًا للهدنة الأممية".
والمطار مغلق أمام الرحلات المدنية من قبل التحالف منذ 2016، بعد اتهام الحوثيين باستخدامه لأغراض عسكرية، الأمر الذي تنفيه الجماعة.
مقترحات لتشغيل مطار صنعاء ضمن الهدنة
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة اليمنية الثلاثاء أنها قدمت مقترحات عدة لاستئناف تشغيل الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي الخاضع للحوثيين، ضمن الهدنة الأممية.
وقال عن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في بيان: إن "الحكومة من منطلق حرصها على تجاوز العراقيل التي تضعها مليشيا الحوثي أمام تشغيل مطار صنعاء تنفيذًا لبنود الهدنة الأممية قدمت عدة خيارات لتسهيل حصول المواطنين في المناطق غير المحررة على جوازات سفر حكومية".
تاكيدا لحرص الحكومة على تجاوز العراقيل التي تضعها مليشيا الحوثي امام تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء الدولي للعاصمة الأردنية تنفيذا لبنود اعلان الهدنة، وحرصا على التخفيف من معاناة المواطنين، قدمت عدة خيارات لتسهيل حصول المواطنين في المناطق غير المحررة، على جوازات سفر حكومية
— معمر الإرياني (@ERYANIM) April 26, 2022
ومن ضمن هذه الخيارات وفق الإرياني "إنشاء مركز لإصدار الجوازات (الحكومية) في مطار صنعاء بالتنسيق مع الأمم المتحدة يبدأ العمل خلال 10 أيام من الاتفاق عليه".
كما أكد "استعداد الحكومة لإصدار جوازات للمواطنين المضطرين للسفر من مناطق غير محررة خلال 5 أيام من إرسال الطلبات المستوفية للوثائق والشروط بالتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي (هانس غروندبرغ)".
وأردف أن الحكومة مستعدة كذلك لـ"تخصيص كبائن في مركز الإصدار الآلي للجوازات بالعاصمة المؤقتة (عدن) لتسهيل إصدار جوازات للمواطنين من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي".
"181 خرقًا حوثيًا"
في غصون ذلك، قال بيان صادر عن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية: "رصدت قواتنا ارتكاب مليشيا الحوثي 181 خرقًا للهدنة الأممية خلال اليومين الماضيين في مختلف جبهات القتال".
وأفاد البيان بأن" الخروقات تنوعت بين إطلاق النار على الجيش في كافة الجبهات من سلاح المدفعية والعيارات المختلفة".
#انفوجرافيك خروقات المليشيات الحوثية للهدنة الأحد والاثنين 24-25 -4-2022 pic.twitter.com/WP6sMfzPJi
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) April 26, 2022
واتهم البيان الحوثيين "بتنفيذ عمليات إعادة تموضع لآليات وعناصر مسلحة، ودفع تعزيزات إلى مختلف المواقع، واستحداث تحصينات".
ولفت البيان إلى "رصد قوات الجيش تحليقًا مكثّفًا للطيران الاستطلاعي المسيّر التابع لمليشيا الحوثي في عدّة جبهات طوال الـ24 ساعة الماضية".
ولم يصدر تعليق فوري من قبل الحوثيين حول هذا البيان، لكن الجماعة سبق أن اتهمت الجيش بتنفيذ خروقات في أكثر من جبهة.
وفي 1 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران.
ومن أبرز بنود الهدنة، إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، بواقع رحلتين أسبوعيًا، إحداهما لمصر والأخرى للأردن.
ومنذ أكثر من 7 سنوات يشهد اليمن حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.