حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن نحو ثلثَي السكان في اليمن بحاجة ماسة إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة خلال العام الجاري، في حين تكافح المرافق الصحية المنهكة كل يوم لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة.
فبحسب علي الضواحي، مستشار وزارة الصحة اليمنية في صنعاء، يعمل ما نسبته 50% فقط من المرافق الصحية بصورة كاملة، فيما تتوزع النسبة المتبقية بين مرافق لا تعمل نهائيًا وأخرى بشكل جزئي.
التداوي في صنعاء
المواطن اليمني وليد محمد جاء من محافظة المحويت، التي تنعدم فيها الخدمات الصحية، للتداوي في العاصمة صنعاء من مرض السرطان، الذي أصاب عظامه منذ 7 سنوات.
مثله فعل الآلاف من مرضى السرطان والفشل الكلوي، الذين قدموا بدورهم من محافظات يمنية مختلفة لتلقي العلاج في صنعاء، التي نجت أغلب مرافقها الصحية من الحرب.
وهناك يتم تأمين السكن لعدد كبير منهم في مؤسسة "الشفقة" الإنسانية، التي تساعد في توفير المأوى والمواصلات وبعض الأدوية والدعم النفسي.
لكن واثق القرشي مدير جمعية "الشفقة"، يشير إلى أن إمكانيات الجمعية والمنظمات لا تغطي من 5 إلى 10% من الاحتياج الكلي، لافتًا إلى ازدياد أعداد المرضى الوافدين إلى هذه المراكز.
"أسوأ أزمة إنسانية"
ويشكل استمرار الصراع والاقتصاد المتدهور وانعدام الأمن الغذائي إضافة إلى تفشي الأمراض المتكرر، عوامل أدت إلى انهيار النظام الصحي في البلاد.
وفي هذا الصدد، يشير رئيس مؤسسة "وجوه للتنمية" الإنسانية منصور الجرادي، إلى أن اليمن مرّ بأسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن 8 سنوات من الحرب كانت كفيلة بتدمير كل القطاعات الخدمية، لا سيما الصحي.
ويوضح في حديثه إلى "العربي" من صنعاء، أن القطاع الصحي تحديدًا كان يعاني أساسًا في الماضي، ثم بدأ يعاني بمرارة أثناء الحرب.
وبينما يشير إلى "كارثة إنسانية صحية كبيرة" يواجهها اليمنيون، يقول إنه "تم التركيز على بعض الأمراض وتجاهل أخرى خطيرة جدًا، فيما يعاني منها مئات آلاف اليمنيين، مثل أمراض السكري والسرطان والفشل الكلوي".
وعلى الصعيد الإنساني، تشير المنظمات الدولية والتقارير الأممية إلى أن ما يزيد عن 23 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة منهم ما يفوق 12 مليون طفل يحتاجون إلى الحماية والمساعدة، بحسب منظمة "اليونيسيف".
وأشارت آخر تقديرات المنظمات الإغاثية والدولية إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى دعم مستعجل لما يقدر بـ484 مليون دولار.