الأحد 8 Sep / September 2024

اليونسكو تقرّر عدم إدراج البندقية بقائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر

اليونسكو تقرّر عدم إدراج البندقية بقائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر

شارك القصة

لم تضع اليونيسكو مدينة البندقية الإيطالية على قائمة التراث المهدد بالخطر بعد استحداث إيطاليا لنظام لإدارة تدفقات الزوار – غيتي.
لم تضع اليونيسكو مدينة البندقية الإيطالية على قائمة التراث المهدد بالخطر بعد استحداث إيطاليا لنظام لإدارة تدفقات الزوار – غيتي.
حذّر خبراء اليونسكو من أن التنمية المستمرة في البندقية وتأثيرات تغير المناخ والسياحة الجماعية تهدّد بإحداث تغييرات للمدينة.

قرّرت لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الخميس خلال اجتماعاتها في الرياض عدم وضع مدينة البندقية الإيطالية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، خلافًا لما أوصى به خبراء المنظمة.

وأوضح بيان لليونسكو ومقرها في باريس أن "لجنة التراث العالمي -التي تضم 21 من الدول الأعضاء تمثّل الدول الـ195 الموقّعة على اتفاقية التراث العالمي- اتخذت اليوم قرارًا بعدم إدراج البندقية وبحيرتها في قائمة التراث المهدد بالخطر". 

ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي قوله إن "هذا القرار يأخذ في الاعتبار التقدم" الذي تحقّق "في الأيام الأخيرة، ولا سيما استحداث نظام لإدارة تدفقات الزوار اعتبارًا من عام 2024". 

ضريبة على السياح

فبالتزامن مع مناقشة لجنة التراث وضع البندقية، قررت بلدية المدينة الثلاثاء على سبيل التجربة، اعتبارًا من عام 2024، ضريبة قدرها خمسة يورو على السياح الذين يأتون ليوم واحد إلى المدينة الإيطالية التي تعاني جراء موجات السياحة الجماعية.

ويهدف هذا الإجراء، الذي أقره مجلس بلدية البندقية الثلاثاء، بشكل أساسي إلى ثني الزوار الوافدين ليوم واحد عن المساهمة في ازدحام المدينة المشهورة في جميع أنحاء العالم بأعمالها الفنية وجسورها وقنواتها.

وفي عام 2024، ستشمل هذه الضريبة التي تُدفع حصرًا عبر الإنترنت، 30 يومًا كحد أقصى يكون خلالها في العادة عدد السياح أعلى، خصوصًا في عطلات نهاية الأسبوع المطولة في الربيع وخلال فترة الصيف.

"انتصار لإيطاليا والمنطق السليم"

وفور إعلان اليونسكو عدم وضع البندقية على قائمة التراث المهدد بالخطر، سارع وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجوليانو إلى إبداء ارتياحه "لانتصار إيطاليا والمنطق السليم". 

تهدّد السياحة الجماعية بإحداث تغييرات لا رجعة فيها في القيمة العالمية الاستثنائية لمدينة البندقية – غيتي.
تهدّد السياحة الجماعية بإحداث تغييرات لا رجعة فيها في القيمة العالمية الاستثنائية لمدينة البندقية – غيتي.

لكن البندقية لم تصبح نهائيًا في منأى عن التصنيف السلبي، إذ "كررت اللجنة مخاوفها من التحديات الكبيرة التي لا تزال تتعين مواجهتها للحفاظ على الموقع بشكل سليم، وخصوصًا تلك المتعلقة بالسياحة الجماعية ومشاريع التنمية وبالتغيّر المناخي"، مشددة على ضرورة "تحقيق المزيد من التقدم". 

كما طلبت اللجنة من إيطاليا "دعوة بعثة استشارية من مركز التراث العالمي وتقديم تقرير في الأول من فبراير/ شباط 2024، بغية درس وضع الحفاظ على الموقع مجددًا خلال الدورة السادسة والأربعين للجنة خلال صيف سنة 2024". 

إجراءات غير كافية لحماية الموقع

وكانت اليونسكو قد أوصت في نهاية يوليو/ تموز الماضي بوضع مدينة البندقية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، معتبرة أن إيطاليا اتّخذت حتى الآن إجراءات "غير كافية" لمكافحة تدهور الموقع.

وظلت البندقية تؤجل اتخاذ تدابير جذرية لسنوات، ولا سيما اعتماد مبدأ الحجوزات الإلزامية وتحديد حصص على عدد الوافدين إلى المدينة للجم تدفق ملايين السياح إلى الوسط التاريخي المتخم بالزوار.

وحذّر خبراء يونسكو من أن "التنمية المستمرة في البندقية وتأثيرات تغير المناخ والسياحة الجماعية تهدد بإحداث تغييرات لا رجعة فيها في القيمة العالمية الاستثنائية" للمدينة.

وتأسست البندقية في القرن الخامس وأصبحت قوة بحرية كبيرة في القرن العاشر، وتمتد على 118 جزيرة صغيرة. وأدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1987.

وتعد البندقية واحدة من أكثر المدن استقطابًا للزوار في العالم، إذ يصل عدد نزلاء الفنادق فيها خلال مواسم الذروة إلى 100 ألف سائح، إضافة إلى عشرات آلاف الزوار يوميًا. وهو عدد هائل مقارنة بعدد سكان وسط المدينة البالغ 50 ألف نسمة وهو في تراجع مطرد.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close