يواجه النجم محمد صلاح سلسلة من الانتقادات العنيفة منذ يوم أمس الإثنين، وذلك عقب نشره رسالة تعزية للعائلة الملكية في بريطانيا بعد إجراءات الجنازة الرسمية الحاشدة التي أقيمت أمس.
ودوّن صلاح على مجمل حساباته في مواقع التواصل، رسالة قال فيها: "اليوم، يقوم شعب بريطانيا العظمى والعالم بتكريم وتوديع جلالة الملكة إليزابيث الثانية إلى الأبد، إحياء لذكرى تراثها وخدمتها التي لا تتزعزع. أقف مع العائلة الملكية في هذا اليوم التاريخي والعاطفي".
ومع أنّ الرسالة تبدو عاديّة، إلا أنّ المفارقة أنّها أثارت عاصفة من الجدل، والكثير من الانتقادات خصوصًا بين المصريين، الذين ذكروه باحتلال بريطانيا لبلاده، والمعارك التي خاضتها مصر في منتصف القرن الماضي، وهي الفترة التي عايشتها الملكة الراحلة.
وفيما تمنى ناشطون لو لم يقحم صلاح نفسه في ذلك الحادث، أسوة بالكثير من النجوم واللاعبين حول العالم، كان لافتًا دخول عدد كبير من الإنكليز المناهضين للملكية، على خط التعليقات، وبعضهم من جمهور ليفربول، وعشاق صلاح حول العالم، ومنهم من الأرجنتين التي خاضت حربًا عنيفة مع بريطانيا، في ثمانينيات القرن الماضي، حول جزر الفوكلاند.
صورة مثيرة للجدل
وتزامن هذا الجدل مع نشر ملكة جمال مصر لعام 2020 صونيا جرجس، صورة جديدة لها مع نجم نادي ليفربول، يوم أمس، علمًا أنّها سبق أن قامت في وقت سابق خلال هذا العام بالأمر نفسه.
وأضافت هذه الصورة الكثير من الانتقادات للاعب الذي بدا في زيارة إلى دبي، قبل توجهه إلى بلاده لمشاركة منتخب مصر مبارياته التحضيرية لتصفيات كأس الأمم الإفريقية.
وتأتي هذه الحملات مترافقة مع النتائج السيئة للفريق، وعدم ظهور صلاح بالمستوى المعهود، حيث اكتفى بتسجيله أربعة أهداف في جميع المسابقات، منذ انطلاقة الموسم الذي يحتل فيه ليفربول المركز السابع.
مواقف سابقة
وما ضاعف من التغريدات، سلسلة مواقف سابقة لصلاح استذكرها المغردون حوله، ومنها تغريدته العام الماضي إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي قال فيها متوجهًا لبوريس جونسون حينها: "أدعو قادة العالم، بما في ذلك رئيس وزراء البلد الذي كان موطنًا لي طيلة السنوات الأربع الماضية، إلى بذل كل ما في وسعهم للتأكد من توقف العنف وقتل الأبرياء على الفور". وختم: "لقد طفح الكيل".
واعتبر البعض أن تغريدة صلاح "رمادية" أسوة بسلسلة مواقف أطلقها نجوم اللعبة كبول بوغبا، والجزائري رياض محرز، ومحمد النني، فيما طلب عدد من الناشطين من صلاح أن يحذو حذو اللاعب السابق محمد أبو تريكة، في مواقفه تجاه القضايا الكبيرة السياسية، والاجتماعية.
سقطة كبيرة لـ #محمد_صلاح في التغريدة الأخيرة لم يكن موفق فيها ابداً و تغاضى عن العديد من الاحدث في الوطن العربي ولم يتخذ أي موقف ‼️
— Alyhaddad علـي حـداد 🇱🇧 (@Alyhaddad20) September 20, 2022
وفي السياق نفسه، هاجم ناشطون فلسطينيون صلاح بعد تغريدته الأخيرة للعائلة الملكية، وذكروه بدور بريطانيا في وعد بلفور التاريخي، الذي منح اليهود حول العالم أرض فلسطين، بينما طالب عدد من الناشطين النجم المصري أن يكون قدوة للاعب المسلم، أسوة بالألماني التركي الأصل مسعود أوزيل، الذي تسببت له مواقفه في قضية أقلية الإيغور المسلمة في الصين، بعدة انتقادات من ناديه السابق آرسنال، لكنه لم يأبه لها، وكرر فعلته مرارًا.
انا فعلاً مستغرب ازاي لاعب كرة القدم الجليل محمد صلاح يغلط ويعزى ملكة بريطانيا ازاي يعمل كدة - هو فاكر نفسه اي حد دة لاعب كرة راجل عالم وعقلية مخضرمة وله انجازات علمية و دينية وسياسية ولا يحق له الوقوع في هذا الخطأ دة بيتعامل مع الامر وكأنه مجرد لاعب كرة قدم عايش مع الانجليز.
— 🇵🇸 Hossam Saaleh (@HossamSaaleh) September 20, 2022
ليفربول
ويعود سبب اشتراك جزء كبير من جماهير ليفربول بانتقاد صلاح إلى خلافات تاريخية اجتماعية بين المدينة المليئة بالمصانع والعمال الذي وفدوا من أيرلندا وغيرها للعمل في إنكلترا.
وشهد التاريخ اضطرابات عدة بين هؤلاء العمال وبين الحكومة والعائلة الحاكمة، حيث يعتبر بعضهم أن المدينة مهمشة بنسبة كبيرة، وشهدت مباريات عدة للفريق هتافات من جماهير ليفربول ضد النشيد الملكي.
وبات محمد صلاح واحدًا من أغلى اللاعبين في الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد أن آثر تجديد عقده مع ناديه الصيف الماضي، ووصل صلاح إلى أعلى راتب في تاريخ ناديه.
ووفق "ديلي ميل" البريطانية، فإن الرجل الذي دخل آنفيلد عام 2017 براتب 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، بات يتقاضى اليوم ضعف المبلغ بحسب تقارير الصحف الإنكليزية.