حث البابا فرنسيس اليوم الأحد زعماء العالم على الاستماع لمناشدات الشعب من أجل السلام في أوكرانيا وانتقد روسيا ضمنيًا لجر البلاد إلى صراع "قاس لا منطق فيه".
وأدلى البابا بتلك التصريحات في خطاب يلقيه سنويًا "للمدينة وللعالم" أمام نحو 50 ألفًا في ساحة القديس بطرس بعد قداس طويل.
وهذه هي أول مرة يُسمح فيها للناس بالحضور منذ عيد القيامة عام 2019 بعد توقف لمدة عامين بسبب جائحة كوفيد-19.
"حرب لا منطق فيها"
وخصص البابا معظم الخطاب، الذي عادة ما يتطرق للصراعات في العالم، لأوكرانيا وشبّه صدمة نشوب حرب في أوروبا بصدمة الحواريين الذين يقول الإنجيل إنهم شهدوا قيامة المسيح.
وقال: "عيوننا أيضًا في ذهول في عيد قيامة الحرب هذا. نرى أكثر مما يجب من الدماء وأكثر مما يجب من العنف. قلوبنا أيضًا مملوءة بالخوف والأسى مع اضطرار العديد من إخواننا وأخواتنا لحبس أنفسهم بعيدًا ليكونوا آمنين من القصف".
وأضاف: "إن أوكرانيا منهكة للغاية من العنف والدمار الذي تسببت فيه الحرب القاسية التي لا منطق فيها والتي انجرت إليها".
وتصف موسكو تحركها في أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وقال البابا اليوم الأحد "فليكن هناك قرار بالسلام. من فضلكم، توقفوا عن استعراض العضلات بينما الناس تعاني" ثم شكر من استقبلوا اللاجئين من أوكرانيا الذين توجه أغلبهم إلى بولندا.
وتماسك البابا فرنسيس، الذي يعاني من آلام في الساق، جيدًا خلال قداس طويل ثم جاب الساحة بين الحشد وفي شارع قريب وهو جالس في سيارة مكشوفة. وبعدها قرأ أغلب خطابه من الشرفة جالسًا ولم يقف إلا في البداية وفي المباركة النهائية.
"دعونا لا نعتاد على الحرب"
وقال البابا وهو ينظر إلى الساحة التي ملأتها زهور تبرعت بها هولندا "أرجوكم، دعونا لا نعتاد على الحرب!.. لنلتزم جميعًا بالتماس السلام وطلبه. نطلب بصوت عال السلام، من الشرفات وفي الشوارع! ربما يسمع زعماء العالم مناشدات الشعب للسلام".
وتابع قائلًا: "أحمل في قلبي جميع الضحايا الأوكرانيين العديدين، وملايين اللاجئين والنازحين في داخل البلاد، والعائلات المشتتة، وكبار السن الذين بقوا وحدهم، والنفوس المحطمة والمدن المدمرة".
كما دعا البابا للمصالحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي لبنان وسوريا والعراق وليبيا وميانمار والكونغو الديمقراطية التي من المقرر أن يزورها في يوليو/ تموز المقبل.
وكان البابا فرنسيس قد حضر مساء أمس السبت، قداسًا عشية عيد القيامة في كاتدرائية القديس بطرس لكنه لم يترأسه بسبب وضعه الصحي. وحل الكردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا، محل البابا خلال القداس الذي تضمن موكبًا بالصحن المركزي لأكبر كنيسة في العالم.
وترأس البابا فرنسيس قداس "طريق الصليب" في يوم "الجمعة العظيمة" قبيل عيد الفصح. وأُقيمت الطقوس في ساحة الكوليسيوم التاريخية في العاصمة روما مجددًا، كما جرت عليه العادة قبل جائحة كوفيد.
ويعاني البابا البالغ من العمر 85 عامًا من عرق النسا، الذي يسبب له ألمًا في إحدى ساقيه وينتج عنه عرج واضح.
وأصيب في الآونة الأخيرة الحبر الأعظم بنوبة من الألم في ركبته اليمنى، ويبدو أن الألم يعاوده بين الحين والآخر.
واضطر البابا إلى تقليص بعض أنشطته خلال رحلة إلى مالطا في بداية أبريل/ نيسان، ولكن بعد ظهر أمس الجمعة، كان في صحة جيدة بما يكفي للسير في الممر بأكمله في بداية ونهاية قداس الجمعة العظيمة في الكاتدرائية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، خضع البابا لعملية جراحية في الأمعاء، وخرج إلى شرفة أحد المستشفيات ليرأس صلاته الأسبوعية أمام مئات الأشخاص.
وبدا حينها وكأنه يعاني من ضيق طفيف في التنفس في بعض الأحيان، علمًا أنّه جرت إزالة جزء من إحدى رئتيه عندما كان شابًا في موطنه الأرجنتين.