الإثنين 24 يونيو / يونيو 2024

انتهاء مفاعيل "البند 42".. كيف ستتغيّر سياسة الهجرة الأميركية؟

انتهاء مفاعيل "البند 42".. كيف ستتغيّر سياسة الهجرة الأميركية؟

Changed

تقرير عن إغلاق الولايات المتحدة حدودها مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين (الصورة: أسوشييتد برس)
شهدت الحدود المكسيكية-الأميركية تسابق أعداد كبيرة من المهاجرين للدخول إلى الولايات المتحدة، قبل انتهاء العمل بـ"البند 42".

ليل الخميس- الجمعة، انتهت مفاعيل قانون الطوارئ الصحية في الولايات المتحدة أو ما يُعرف باسم "البند 42"، والذي بموجبه تمّ ترحيل وإبعاد أكثر من مليوني مهاجر على مدار العام الماضي.

وشهدت الحدود المكسيكية-الأميركية تسابق أعداد كبيرة من المهاجرين للدخول إلى الولايات المتحدة، قبل انتهاء العمل بـ"البند 42"، في تحوّل يُهدد بضغط تاريخي على نظام الهجرة في البلاد.

شهدت الحدود المكسيكية-الأميركية تسابق أعداد كبيرة من المهاجرين للدخول إلى الولايات المتحدة
شهدت الحدود المكسيكية-الأميركية تسابق أعداد كبيرة من المهاجرين للدخول إلى الولايات المتحدة- اسوشييتد برس

وبمواجهة هذا التدفّق للمهاجرين، وضعت الولايات المتحدة قيودًا جديدة على حدودها الجنوبية في محاولة لمنع المهاجرين من العبور بشكل غير قانوني، وتشجيعهم بدلًا من ذلك على التقدّم بطلب للحصول على اللجوء عبر الإنترنت.

ما هو "البند 42"؟

بدأ العمل بـ"البند 42" عام 2020 في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، حيث سمح بإبعاد المهاجرين إلى الحدود المكسيكية بحجة منع انتشار فيروس كوفيد 19.

قبل ذلك، كان بإمكان المهاجرين العبور بشكل غير قانوني، وطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة، حيث يتمّ استقبالهم في انتظار نتيجة قضايا الهجرة الخاصة بهم.

لكن بموجب "البند 42"، أعيد المهاجرون عبر الحدود وحرموا من الحقّ في طلب اللجوء. بينما تم إعفاء العائلات والأطفال الذين يسافرون بمفردهم.

قواعد اللجوء الجديدة

لكن مع انتهاء مفاعيل "البند 42"، وضعت إدارة الرئيس جو بايدن سلسلة من السياسات الجديدة التي تتخذ إجراءات صارمة ضد المعابر غير القانونية. وتقول الإدارة إنها تحاول منع الناس من دفع الأموال للقيام برحلة خطيرة ومميتة في كثير من الأحيان.

ومن بين العواقب الصارمة حاليًا، عدم السماح للمهاجرين الذين يتمّ القبض عليهم وهم يعبرون بشكل غير قانوني، بالعودة إلى الولايات المتحدة لمدة خمس سنوات، كما يمكن أن يواجهوا محاكمة جنائية إذا كرّروا التجربة.

بموجب القانون الأميركي والدولي، يمكن لأي شخص يأتي إلى الولايات المتحدة طلب اللجوء، على أن تتأكد السلطات الأميركية من حقيقة تعرّضه للاضطهاد في بلده. ثمّ تذهب قضيته إلى نظام محاكم الهجرة لتحديد ما إذا كان بإمكانه البقاء في الولايات المتحدة. وبما أنّ هذه العملية قد تستغرق سنوات، عادة ما يتم إطلاق سراحه في الولايات المتحدة بانتظار نتيجة قضيته.

بموجب البند 42، أعيد المهاجرون عبر الحدود وحرموا من الحقّ في طلب اللجوء
بموجب البند 42، أعيد المهاجرون عبر الحدود وحرموا من الحقّ في طلب اللجوء- اسوشييتد برس

لكن بموجب القانون الجديد، ترفض إدارة بايدن الآن أي شخص يطلب اللجوء ولم يطلب الحماية أولًا في بلد سافر عبره، أو تقدم بطلب للجوء عبر الإنترنت.

من هم المستثنون من القانون الجديد؟

قالت الولايات المتحدة إنّها ستقبل ما يصل إلى 30 ألف مهاجر شهريًا من فنزويلا، وهايتي، ونيكاراغوا، وكوبا طالما أنهم يصلونها جوًا ولديهم كفيل وتقدّموا بطلب اللجوء عبر الإنترنت أولًا.

كما ستسمح الحكومة لما يصل إلى 100 ألف مهاجر من غواتيمالا، والسلفادور، وهندوراس بدخول الولايات المتحدة إذا كانت لديهم عائلات على الأراضي الأميركية وإذا تقدموا بطلب عبر الإنترنت.

في المقابل، سيقوم مسؤولو الحدود بترحيل الأشخاص، ومن بينهم 30 ألف مهاجر شهريًا من فنزويلا، وهايتي، ونيكاراغوا، وكوبا الذين سيتمّ إعادتهم عبر الحدود إلى المكسيك.

وقد يُسمح للمهاجرين الآخرين أيضًا بالدخول إلى الولايات المتحدة، إذا تقدّموا بطلب من خلال تطبيق "CBP One". في الوقت الحالي، سُمح لـ 740 شخصا يوميًا باستخدام التطبيق، ورفع العدد إلى ألف يوميًا.

يُخطّط المسؤولون الأميركيون لفتح 100 مركز إقليمي للهجرة
يُخطّط المسؤولون الأميركيون لفتح 100 مركز إقليمي للهجرة - غيتي

كما ستخضع الأسر التي تعبر الحدود بشكل غير قانوني لحظر تجول، وسيتعيّن على رب الأسرة ارتداء سوار الكاحل للمراقبة، بحيث سيحاول مسؤولو الهجرة تحديد ما إذا كان يمكن للعائلة البقاء في الولايات المتحدة أو ترحيلها في غضون 30 يومًا، بعد أن كانت عملية الترحيل تستغرق سنوات.

ويبدأ حظر التجوّل من الساعة 11 مساء حتى 5 صباحًا، وسيُطبّق قريبًا في بالتيمور، وشيكاغو، ونيوارك، ونيو جيرسي، والعاصمة واشنطن.

وستعتقل سلطات الهجرة العائلات التي لا تحضر لمقابلات الفحص الخاصة بهم، وسيتمّ ترحيلها.

الاكتظاظ ومراكز الترحيل

تهدف مراكز دوريات الحدود إلى إيواء المهاجرين مؤقتًا، وليس لديها القدرة على استيعاب عدد المهاجرين الحاليين والمستقبَليين. ونتيجة لذلك، بدأت هذه المراكز بإطلاق سراح المهاجرين إلى الولايات المتحدة مع تعليمات بالمثول أمام مكتب الهجرة في غضون 60 يومًا أو مواجهة الترحيل.

وتسببت عمليات إطلاق السراح بمشاكل لإدارة بايدن، حيث رفعت ولاية فلوريدا دعوى قضائية تزعم أن عمليات الإفراج عن اللاجئين تنتهك حكمًا قضائيًا سابقًا.

في وقت متأخر من أمس الخميس، أوقف قاض فيدرالي بشكل مؤقت خطة الإدارة الأميركية للإفراج عن هؤلاء المهاجرين.

وقالت هيئة الجمارك وحماية الحدود، في بيان، إنّها ستلتزم بأمر المحكمة، بينما وصفته أيضًا بأنه "حكم ضار سيؤدي إلى اكتظاظ غير آمن، وتقويض قدرتنا على معالجة قضايا المهاجرين وإبعادهم بكفاءة".

ويُخطّط المسؤولون الأميركيون لفتح 100 مركز إقليمي للهجرة في الدول الواقعة في النصف الغربي للكرة الأرضية، حيث يمكن للناس البحث عن مأوى في بلدان أخرى، بما في ذلك كندا وإسبانيا.

وسيتمّ إنشاء مراكز في كولومبيا وغواتيمالا، لكن لم يُعرف حتى الآن أين ستكون المراكز الأخرى أو متى سيتمّ تشغيلها.

المصادر:
العربي - أسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close