الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

انخفاض إجمالي وفيات تلوث الهواء.. هل تسير أوروبا على الطريق الصحيح؟

انخفاض إجمالي وفيات تلوث الهواء.. هل تسير أوروبا على الطريق الصحيح؟

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على السياسات الأوروبية لمعالجة أزمة تلوث الهواء (الصورة: غيتي)
يُسبب التلوث الناجم عن الجسيمات الدقيقة في الهواء، 238 ألف حالة وفاة مبكرة في أوروبا عام 2020، مقابل 231 ألف وفاة عام 2019.

خلص تقرير صادر عن الوكالة الأوروبية للبيئة، إلى أن التعرّض لنسبة جزيئات دقيقة أكثر تركيزًا مما توصي به منظمة الصحة العالمية، أدى إلى 238 ألف وفاة مبكرة في دول الاتحاد الأوروبي. ويعكس هذا الرقم ارتفاعًا عمّا سجل عام 2019، حيث بلغ حينها 231 ألف وفاة.

من جهة ثانية، يقابل هذا الارتفاع انخفاض إجمالي بنسبة 45% بين عامي 2005 و2020، مع أن الرقم المسجل يبقى مهمًا، بحسب الدراسة الأوروبية.

ضحايا تلوث الهواء

وأوضح تقرير الوكالة عن تلوث الهواء في أوروبا، أن المقارنة بين عامي 2019 و2020 تثبت أن عدد الوفيات المبكرة التي تعزى إلى تلوث الهواء بسبب الجسيمات الدقيقة؛ قد ارتفع.

أما بالنسبة إلى جزيئات الأوزون المنبعثة من حركة المرور والأنشطة الصناعية، فقد شهدت معدلات الوفيات المرتبطة بها عام 2020 انخفاضًا مع تسجيل 24 ألف حالة وفاة أي بانخفاض نسبته 3% عن العام السابق.

وفيما يخص ثاني أكسيد النيتروجين المنبعث بصورة رئيسية من المركبات، ومحطات الطاقة الحرارية، فقد سجلت أكثر من 49 ألف وفاة مبكرة مرتبطة به مع انخفاض بنسبة 22 %.

ويرجع ذلك الانخفاض جزئيًا، إلى انحسار حركة السير خلال جائحة كورونا.

ما هي الجزيئات الدقيقة؟

ومتابعةً لهذا الملف، يشرح الباحث المتخصص في سياسات التنمية والبيئة حسان التليلي أن ما يعرف بالجسيمات أو الجزيئات الدقيقة هي حبيبات غبار عالقة.

هذه الحبيبات صغيرة ولا ترى بالعين المجرّدة، وتنتج بالأساس عن التلوث الصناعي وعوادم السيارات العاملة بمادة الديزل والفرامل، كما تنجرّ هذه الحبوب الصغيرة عن حرائق الغابات، والتدفئة عبر الخشب.

ويمكن تعريف الجسيمات بشكل عام على أنها نتاج الحركة الصناعية، تتحول إلى جسيمات صغيرة تنتقل في الجو وتنثرها الرياح، وفق التليلي.

كذلك، يقول الباحث من باريس أن الجسيمات قد تحملها معها الأمطار أيضًا من مكان إلى آخر وتتسبب للإنسان بأمراض صحية كثيرة، منها الأمراض التنفسية والسرطانية.

ويردف المتخصص في سياسات التنمية والبيئة: "هذه ظاهرة عالمية، وما انفكت منظمة الصحة العالمية على التأكيد أن حبيبات الغبار العالقة كانت دومًا مشكلة للبيئة والإنسان، في حين ثمة مساعٍ حثيثة في الاتحاد الأوروبي منذ بداية القرن لمعالجة هذه المشكلة".

الازدحام المروري في بولندا - غيتي
الازدحام المروري في بولندا - غيتي

نجاعة السياسات الأوروبية

في هذا الإطار، أشار تقرير الوكالة الأوروبية للبيئة إلى أن التكتل يسير في الطريق الصحيح نحو خفض معدّل الوفيات بحلول عام 2030.

ويكشف التليلي في حديث مع "العربي" أن الخطوات التي اتبعها الاتحاد لتحقيق هذا التقدم، تشمل الالتزام ببعض المعايير حيث فرضت لنفسها أجندة لخفض أعداد الحبيبات الملوّثة العالقة منذ عام 1990.

فقد كان عدد الوفيات المبكرة حينها يقارب المليون أوروبي سنويًا قبل أن ينخفض هذا العدد تدريجيًا، بفضل بعض الإجراءات مثل تقديم مساعدات للأسر في المدن الكبرى التي لا تزال تستخدم الخشب للتدفئة، وتسهيل النقل العام للحد من الازدحام المروري.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close