انعدام أبسط حقوق العيش.. حصيلة جرائم الاحتلال بقطاع غزة خلال 2023

مع انتهاء عام 2023، أصدرت منظمة الأمم المتحدة تقريرًا في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلصت فيه إلى مجمل الخسائر التي سبّبتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما خلفته من دمار هائل وأضرار أتت على أوجه مختلفة للحياة في القطاع.

وأفاد التقرير الأممي باستشهاد أكثر من 21 ألف شخص، وجرح أكثر من 56 ألفًا آخرين منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.

 كما تسبّبت الحرب على قطاع غزة في نزوح قسري لنحو مليون و900 ألف شخص داخليًا، بسبب تواصل الغارات والقصف الإسرائيلي لمناطق عدة من القطاع، في تطابق مع الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة.

وأضاف التقرير أنّ 70% من مجموع شهداء القصف الإسرائيلي حتى 11 من ديسمبر الماضي، هم من الأطفال والنساء أي من المدنيين العزل؛ وهو ما يُوثّق أنّ نحو 1813 عائلة كانت عرضة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي، سواء باستشهاد أو إصابة أحد أفرادها أو معظم أو كامل أفرادها.

دمار هائل في المنازل والمستشفيات

ووثّق التقرير ايضًا تدمير 65 ألف وحدة سكنية تدميرًا كليًا، وتضرّر 290 ألف وحدة سكنية أخرى جزئيًا، حتى الـ30 من ديسمبر الماضي.

ولم تكتف الغارات الإسرائيلية بالمنازل ومناطق وجود المدنيين فحسب، بل أتت على المستشفيات، وقصفت مستشفيات عدة ومراكز صحية قصفاً مكثّفًا شمالي ووسط وجنوب القطاع مع جعلها في معظمها خارج الخدمة.

وفي هذا السياق، أفاد التقرير الأممي بأنّ 13 مستشفى من أصل 36 فقط قادرة على استيعاب المرضى والمصابين، لكن بقدرات محدودة نظرًا لتوقّف توليد الكهرباء في القطاع وعدم وصول الإمدادات الطبية ومواد الإسعاف.

انعدام الأمن الغذائي وتوقّف الدراسة

ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تؤكد الأوضاع الصعبة التي تعكسها الأرقام في قطاع غزة أنّ 2.2 مليون شخص في غزة باتوا تحت تهديد شبح المجاعة، وأنّ أكثر من مليوني شخص وصلوا إلى المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي، وأنّ أكثر من 900 ألف شخص آخرين في المرحلة الرابعة التي تعتبر مرحلة الطوارئ في مؤشر الأمن الغذائي للأفراد.

كما يُعاني القطاع من شحّ شديد في المياه وانعدام للخدمات الصحية اليومية، خاصة في الشمال.

أما جنوبًا، فوثّق التقرير وجود خط أنابيب واحد قادم من إسرائيل يزوّد المنطقة الجنوبية بحوالي 1100 متر مكعب في الساعة فقط وسط أعداد النازحين المتزايدة، وهو ما يفاقم من حجم المعاناة الإنسانية لأهالي غزة.

وبناء على كل هذا الدمار وانعدام أبسط حقوق العيش للمواطن الفلسطيني في غزة، يفيد تقرير الأمم المتحدة أنّ نحو 625 ألف تلميذ توقّفوا عن الدراسة، خاصة وأن أكثر من 69% من المدارس في القطاع دُمّرت بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.